(فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ لا يُؤْمِنُونَ) في موضع نصب على الحال من الهاء والميم في (لَهُمْ) وعامله معنى الفعل الذي تعلقت به اللام في (لَهُمْ).
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) إما استثناء متصل من الجنس ، فيكون (الَّذِينَ آمَنُوا) في موضع نصب ، لأنه استثناء من الهاء والميم في (فَبَشِّرْهُمْ) وإما استثناء منقطع الجنس ، فيكون منصوبا ؛ لأن الاستثناء المنقطع منصوب.
البلاغة :
(وَسَقَ) و (اتَّسَقَ) بينهما جناس ناقص.
(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) كناية ، كنّى به عن الشدة والأهوال التي يتعرض لها الإنسان.
(فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أسلوب تهكمي ، استعمال البشارة في موضع الإنذار تهكم وسخرية بالكفار.
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ، وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ ، وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ، لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) سجع مرصّع : وهو توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات ، كما تقدم.
المفردات اللغوية :
(بِالشَّفَقِ) الجمرة التي ترى في الأفق الغربي بعد غروب الشمس ، وعن أبي حنيفة رضياللهعنه : إنه البياض الذي يليها ، سمي به لرقته ، مأخوذ من الشفقة. (وَسَقَ) ضمّ وجمع وستر جميع ما دخل عليه من الدواب وغيرها. (اتَّسَقَ) اجتمع وتم نوره وصار بدرا وذلك في منتصف الشهر القمري ، وهو ما يعرف بظاهرة القمر الأزرق. ويرى الفلكيون أنه يمكن أن يكتمل القمر بدرا مرتين في شهر واحد في أوربا وآسيا لوجود القمر في نصف الكرة الغربي ، على مدى ١٢ عاما بين كل ١٩ عاما ، وآخر مرة اكتمل فيها القمر بدرا في الحادي والثلاثين من تموز (يوليو) عام ١٩٨٥ م ، وسوف يكتمل القمر بدرا في المرة القادمة في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) عام ١٩٩٠ م. (لَتَرْكَبُنَ) لتلاقنّ. (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) حالا بعد حال ، متطابقين في الشدة ، والطبق : الحال المطابقة لغيرها ، والمراد : مرور الكفار بأحوال بعد أحوال هي طبقات في الشدة ، بعضها أشد من بعض ، وهي الموت وما بعده من الحياة من أحوال القيامة. (فَما لَهُمْ) أي الكفار (لا يُؤْمِنُونَ) أيّ مانع لهم عن الإيمان بيوم القيامة؟ (لا يَسْجُدُونَ) لا يخضعون ، بأن يؤمنوا بالقرآن لإعجازه.
(يُكَذِّبُونَ) بالقرآن والبعث وغيرهما. (يُوعُونَ) يجمعون في صدورهم من الشرك أو الكفر والمعصية والتكذيب والإعراض وأعمال السوء من حسد وبغي وعداوة. (فَبَشِّرْهُمْ) البشارة :