بالبعث والمعاد والحساب والجزاء ، وإثباته بخلق الإنسان من العدم ؛ لأن القادر على البدء قادر على الإعادة بعد الموت.
وقد افتتحت السورة بالقسم بالسماء وبالكواكب المضيئة ليلا على أن كل إنسان محفوظ بالملائكة الأبرار : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ..) [الآيات : ١ ـ ٤].
ثم أقام الله تعالى الدليل على إمكان البعث وقدرته عليه بعد الموت والفناء بخلق الإنسان أول مرة من تراب ثم من نطفة : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ ...) [الآيات : ٥ ـ ٨].
وأعقبت السورة ذلك ببيان كشف الأسرار في الآخرة على نحو كامل تام ، في حالة كون الإنسان بين يدي العدالة الإلهية دون أن يكون له قوة ولا نصير : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ، فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) [٩ ـ ١٠].
وختمت السورة بالقسم الإلهي بالسماء والأرض على صدق القرآن وأنه القول المحكم الفصل بين الحق والباطل ، وعلى تهديد الكفار المكذبين به ووعيدهم : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ..) [١١ ـ ١٧].
أخرج الإمام أحمد عن خالد بن أبي حبل العدواني أنه أبصر رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مشرق ثقيف ، وهو قائم على قوس أو عصا ، حين أتاهم يبتغي عندهم النصر ، فسمعته يقول : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) حتى ختمها ، قال : فوعيتها في الجاهلية ، وأنا مشرك ، ثم قرأتها في الإسلام ، قال : فدعتني ثقيف ، فقالوا : ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم ، فقال من معهم من قريش : نحن أعلم بصاحبنا ، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه.
وأخرج النسائي عن جابر بن عبد الله قال : صلّى معاذ المغرب ، فقرأ البقرة