أحوال المؤمنين المخلصين أهل الجنة
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (١١) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (١٢) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦))
الإعراب :
(لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) التاء للخطاب ، والفعل مبني للمعلوم (للفاعل) و (لاغِيَةً) مفعول (تَسْمَعُ) و (لاغِيَةً) مصدر كالعافية والعاقبة.
وقرئ بضم التاء ورفع (لاغِيَةً) على أن الفعل مبني للمجهول (لما لم يسم فاعله) و (لاغِيَةً) مرفوع ؛ لأنه نائب فاعل.
ومن قرأ القراءة الثانية ، ذكّر اللاغية إما لأنه أراد بها اللغو ، وهو مذكر ، وإما لأنه فصل بين الفعل والفاعل ، مثل : حسن اليوم دارك ، واضطرم الليلة نارك ، وحضر القاضي اليوم امرأة. وإذا جاز التذكير مع المؤنث الحقيقي ، فمع غير الحقيقي أولى.
البلاغة :
(لِسَعْيِها راضِيَةٌ ، فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ، لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) سجع رصين غير متكلّف.
المفردات اللغوية :
(ناعِمَةٌ) ذات بهجة وحسن ، أو متنعمة. (لِسَعْيِها راضِيَةٌ) أي راضية في الآخرة بعملها الذي عملته في الدنيا ، وهو طاعة الله ، لما رأت ثوابه. (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) عالية المكان والقدر ؛ لأن الجنة درجات ، كما أن النار دركات. (لاغِيَةً) لغوا وهذيانا لا فائدة فيه ، وكذبا وبهتانا. (عَيْنٌ جارِيَةٌ) ينبوع ماء جار. (سُرُرٌ) جمع سرير : وهو ما يجلس أو ينام عليه. (مَرْفُوعَةٌ) رفيعة ذاتا وقدرا ومحلا.
(وَأَكْوابٌ) جمع كوب : إناء لا عروة له. (مَوْضُوعَةٌ) معدّة ومهيأة لشربهم وبين أيديهم. (وَنَمارِقُ) وسائد ، جمع نمرقة ـ بضم النون وفتحها ـ وبالكسر في لغة (مَصْفُوفَةٌ) اصطف بعضها بجنب بعض للاستناد إليها (وَزَرابِيُ) بسط فاخرة ، وطنافس لها خمل ، جمع زربي