الناس فيها ، تنبيها على عظمة قدرها ، سواء في حال الإحرام أو الحل ، وتنويها بموطن النبي صلىاللهعليهوسلم وتعظيم تحريم إيذائه في البلد الأمين ، ثم ذكرت المقسم عليه وهو أن حال الإنسان في الدنيا في نصب وتعب : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ..) [الآيات ١ ـ ٤].
وأردفت ذلك بالإخبار عن خلق ذميم في الإنسان وهو اغتراره بقوته ، مما حدا بكفار مكة الذين اغتروا بقوتهم أن يعاندوا الحق ، ويكذبوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وينفقوا أموالهم في المفاسد والشرور ، وهو شأن المفتونين المغرورين بمالهم وغناهم : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ..) [الآيات ٥ ـ ٧].
ثم ذكّرت الإنسان بما أنعم الله عليه من العينين واللسان والشفتين وبيان طريق الخير والشر له ، واختياره أحد السبيلين بعقله وإرادته : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ..) [الآيات ٨ ـ ١٠].
ثم أبانت للإنسان ما يعترضه من الأهوال والمصاعب يوم القيامة وطريق اجتيازها بالإيمان والعمل الصالح وإنفاق المال في جهات البر والخير ، ليكون من الأبرار السعداء أهل اليمين : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ...) [الآيات ١١ ـ ١٨].
وقابلت ذلك بتوضيح منهج الأشقياء الفجار أهل الشمال ، وهو الكفر بآيات الله ، فيتميز المؤمنون عن الكفار ، ويتبين مآل الفريقين إما إلى الجنة أو إلى النار : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ..) [١٩ ـ ٢٠].