إسماعيل ، وبمن ولد فيه. والتنكير للتعظيم ، كقوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) [آل عمران ٣ / ٣٦] أي بأي شيء وضعت ، يعني موضوعا عظيم الشأن.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) جنس الإنسان. (فِي كَبَدٍ) أي خلقناه مغمورا في مكابدة المشاق والشدائد ، والتعب والنصب ، والإنسان لا يزال في شدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقه ومنتهاها الموت وما بعده ، وهو تسلية وتثبيت للرسول صلىاللهعليهوسلم مما كان يكابده من قريش ، وبعث له على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة ، وتعجيب من حالهم في عداوته.
(أَيَحْسَبُ) أيظن الإنسان. (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) أي أنه يغتر بقوته ، ويعتقد ألا أحد ينتقم منه ولكن الله قادر عليه ، كأبي الأشد بن كلدة ، فإنه كان يبسط تحت قدمه أديم عكاظي ، ويجذبه عشرة ، فينقطع ، ولا تزلّ قدماه. (يَقُولُ : أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) أي وأنه يقول : أنفقت مالا كثيرا. من تلبد الشيء : إذا اجتمع ، على عداوة محمد ، أو سمعة ومفاخرة. (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) فيما أنفقه ، فيعلم قدره ، والله عالم بقدره ، وأنه ليس مما يتكثر به ، ومجازيه على فعله السيء.
سبب النزول :
نزول الآية (٥):
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ) : روي أن هذه الآية : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟) نزلت في أبي الأشدّ بن كلدة الجمحي ، الذي كان مغترا بقوته البدنية. قال ابن عباس : كان أبو الأشدّين يقول : أنفقت في عداوة محمد مالا كثيرا ، وهو في ذلك كاذب.
نزول الآية (٦):
(يَقُولُ أَهْلَكْتُ ..) : قال مقاتل : نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل ، أذنب ، فاستفتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأمره أن يكفّر ، فقال : لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات ، منذ دخلت في دين محمد. وهذا القول منه يحتمل أن يكون استطالة بما أنفق ، فيكون طغيانا منه ، أو أسفا عليه ، فيكون ندما منه.