يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) أي وجفت قلوبهم ، فيكون يومئذ بدلا من (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أو بتقدير : اذكر يوم ترجف ، والجملة حال.
البلاغة :
(تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) أقسم الله بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا بشدة وألم. (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) الملائكة التي تخرج أرواح المؤمنين برفق وسهولة. (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) الملائكة التي تسبح من السماء ، أي تنزل مسرعة بأمره تعالى. (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) الملائكة تسبق بالأرواح إلى مستقرها. (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) تنزل بتدبير ما أمرت به.
فهذه كلها صفات الملائكة ، وقيل : إنها الكواكب الجارية على نظام معين في سيرها ، (غَرْقاً) مسرعة في جريها. (نَشْطاً) خارجة من برج إلى برج. (سَبْحاً) سائرة في أفلاكها بهدوء. (سَبْقاً) مسرعة قبل غيرها في سبحها. (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) تدبر أمرا نيط بها ، كاختلاف الفصول وتقدير الأزمنة وظهور مواقيت العبادات.
(تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) تضطرب الأرض والجبال وتتحرك ، كقوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) [المزمل ٧٣ / ١٤]. (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) تلحق بها السماء والكواكب ، فتنشق وتنتثر ، وقيل : (الرَّاجِفَةُ) : النفخة الأولى ، و (الرَّادِفَةُ) : النفخة الثانية. (واجِفَةٌ) خائفة قلقة شديدة الاضطراب ، من الوجيف : وهي صفة القلوب. (خاشِعَةٌ) ذليلة ، لهول ما ترى ، أي أبصار أصحابها ذليلة من الخوف. (يَقُولُونَ) أي أصحاب القلوب والأبصار استهزاء وإنكارا للبعث. (لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) أي أنرد بعد الموت إلى الحياة؟ و (الْحافِرَةِ) الحياة الأولى ، يقال : فلان رجع في حافرته ، أي طريقته التي جاء فيها ، فيرجع من حيث جاء.
(نَخِرَةً) بالية متفتتة. (قالُوا : تِلْكَ) أي رجعتنا إلى الحياة. (إِذا) إن صحت. (كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) رجعة ذات خسران يخسر أصحابها. (زَجْرَةٌ) صيحة وهي النفخة الثانية لبعث الأموات. (فَإِذا هُمْ) كل الخلائق. (بِالسَّاهِرَةِ) أي فإذا هم أحياء على وجه الأرض ، بعد أن كانوا ببطنها أمواتا.