٢ ـ التحدث عن غريزة الإنسان في حبه الشديد للثروة والمال : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [٨].
٣ ـ الحض على فعل الخير والعمل الصالح الذي ينفع الإنسان حين رجوع الخلائق إلى الله للحساب والجزاء ، والتهديد بالعقاب الشديد يوم القيامة : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ..) [٩ ـ ١١].
جحود النعم والبخل لحب الخير وإهمال الاستعداد للآخرة
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١))
الإعراب :
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ، فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) : (ضَبْحاً) : منصوب على المصدر في موضع الحال ، وهو صوت أنفاس الخيل حين عدوها ، و (قَدْحاً) : مصدر مؤكد ؛ لأن الموريات بمعنى القادحات.
(فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) : (صُبْحاً) : منصوب على الظرف ، وأثرن : عطف على قوله : (فَالْمُغِيراتِ) لأن المعنى : اللاتي أغرن صبحا ، فأثرن به نقعا ، أي جاز عطف الفعل على الاسم لأنه في تأويل الفعل. وهاء (بِهِ) تعود إلى المكان ، وقد دل الحال عليه.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) جواب القسم ، ولام (لِرَبِّهِ) يتعلق ب (كنود) أي إن الإنسان لكنود لربه. وقد حسّن دخول لام الجر تقديمه على اسم الفاعل ، كما مع الفعل الذي يشبه في قوله تعالى : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف ٧ / ١٥٤] وقوله : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف ١٢ / ٤٣].