(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) بفتح التاء ، فهو فعل ثلاثي ، عدّي إلى مفعول واحد وهو (الْجَحِيمَ). وقرئ بضم التاء ، فتكون الواو نائب فاعل ، و (الْجَحِيمَ) : مفعول به ثان ، وهو فعل رباعي ، عدّي بالهمزة إلى مفعولين ، وهو في الأصل يتعدى إلى مفعول واحد ؛ لأنه من رؤية العين. و (عَيْنَ الْيَقِينِ) مصدر ؛ لأن رأى وعاين بمعنى واحد.
(لَتُسْئَلُنَ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين.
البلاغة :
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) خبر أريد به التذكير والتوبيخ واللوم.
(كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) التكرار للتهديد والإنذار ، وعطف ب (ثُمَ) للتنبيه على أن الثاني أبلغ من الأول.
(لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) حذف جواب (لَوْ) للتهويل والتفخيم ، أي لرأيتم ما يدهش ويفزع.
(لَتَرَوُنَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) إطناب بتكرار الفعل ، لبيان شدة الهول.
(حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) كناية ، كنّى بزيارة القبور عن الموت ، أي حتى متّم.
(النَّعِيمِ الْجَحِيمَ) طباق.
(تَعْلَمُونَ) ، (الْيَقِينِ) توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات ، وكذا بين (الْجَحِيمَ) و (النَّعِيمِ).
المفردات اللغوية :
(أَلْهاكُمُ) شغلكم ، واللهو : الانصراف إلى ما يدعو إليه الهوى. (التَّكاثُرُ) التفاخر بالأموال والأولاد والرجال. (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) أي حتى متّم ودفنتم في القبور. (كَلَّا) ردع وزجر. (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) سوء عاقبة تفاخركم عند النزع وفي القبر وفي الآخرة. (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) علم الأمر المتيقن ، أي لو علمتم يقينا عاقبة التفاخر ما اشتغلتم به. والعلم اليقيني : ما نشأ عن اعتقاد مطابق للواقع عن عيان أو دليل قطعي ثابت ، دل عليه العقل الصحيح أو النقل الثابت عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) النار ، جواب قسم محذوف آكد به الوعيد ، للتفخيم. (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) تأكيد. (عَيْنَ الْيَقِينِ) أي عيانا هي اليقين نفسه. (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ) في موقف الحساب ، و (ثُمَ) هنا للترتيب الإخباري. (عَنِ النَّعِيمِ) ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والأم والطعام والشراب وغير ذلك.