سبب النزول :
تقدم سبب نزول السورة عن ابن أبي حاتم. وأخرج ابن جرير عن علي قال : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) إلى (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) في عذاب القبر.
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن الشّخّير قال : انتهيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو يقول : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت».
وقال مسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فأمضى ، وما سوى ذلك فذاهب ، وتاركه للناس».
التفسير والبيان :
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) أي شغلكم التفاخر والتباهي بالأموال والأولاد والأعوان ، والاعتناء بكثرتها وتحصيلها ، شغلكم عن طاعة الله والعمل للآخرة ، حتى أدرككم الموت ، وأنتم على تلك الحال.
أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ، ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله».
وأخرج أحمد وصاحبا الصحيحين عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يهرم ابن آدم ، ويبقى معه اثنتان : الحرص والأمل».