رسالة الحياة أو حال المؤمن والكافر
(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣))
الإعراب :
(وَالْعَصْرِ) قسم ، وجوابه : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) والمراد بالإنسان : الجنس ، ولهذا استثنى منه : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).
(وَتَواصَوْا) أصله «تواصيوا» إلا أنه تحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فانقلبت ألفا ، فاجتمع ساكنان : الألف والواو بعدها ، فحذفوا الألف لالتقاء الساكنين.
البلاغة :
(إِنَّ الْإِنْسانَ) أي الناس بدليل الاستثناء ، فهو إطلاق البعض وإرادة الكل.
(لَفِي خُسْرٍ) التنكير للتعظيم ، أي في خسر عظيم.
(وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ، وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) إطناب بتكرار الفعل ، لزيادة العناية به.
(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) بعد قوله : (بِالْحَقِ) خاص بعد عام ، فإن الصبر داخل في عموم الحق ، إلا أنه خصصه بالذكر للاهتمام به بعينه.
(الْعَصْرِ) ، (بِالصَّبْرِ) ، (خُسْرٍ) سجع عفوي غير متكلف ، وهو من المحسنات البديعية.
المفردات اللغوية :
(وَالْعَصْرِ) والدهر ، أقسم الله به لاشتماله على الأعاجيب ، وقيل : صلاة العصر ، أو وقت العصر من بعد الزوال إلى الغروب. (إِنَّ الْإِنْسانَ) جنس الإنسان فالتعريف للجنس. (خُسْرٍ) خسارة أو خسران في تجارته ، والتنكير للتعظيم. والخسارة : النقصان وضياع رأس المال. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا ، ففازوا بالحياة الأبدية والسعادة الدائمة ، فليسوا في خسران.