الطعّان العيّاب للناس وجزاؤه
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩))
الإعراب :
(الَّذِي جَمَعَ مالاً .. الَّذِي) : إما في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : وهو الذي ، أو في موضع نصب بفعل مقدر ، أي أعني ، أو في موضع على البدل من «كل».
(لَيُنْبَذَنَ) بفتح الذال ، أراد به : الذي جمع ، والأصل في الذال أن تكون ساكنة لبناء الفعل المضارع ، لدخول نون التوكيد ، إلا أنه حركت الذال لالتقاء الساكنين ، وكان الفتح أولى لأنه أخف الحركات. ومن قرأ بضم الذال ، أراد به : المال والهمزة واللمزة. وقرئ : «لينبذان» بألف التثنية ، وأراد به المال وصاحبه. وهو جواب قسم محذوف ، أي ليطرحن.
(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ عَمَدٍ) : بفتح العين والدال ، أراد به اسم الجمع ، وقرئ «عمد» بضمتين ، وأراد به جمع عمود ، كرسول ورسل.
البلاغة :
(هُمَزَةٍ ، لُمَزَةٍ) من صيغ المبالغة ، على وزن : فعلة ، كنومة ، وعيبة وسحرة وضحكة.
(جَمَعَ مالاً) تنكير (مالاً) للتفخيم ، أي جمع مالا كثيرا.
(وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) الاستفهام للتفخيم والتهويل لنار جهنم ، و (الْحُطَمَةِ) : من صيغ المبالغة.
(هُمَزَةٍ) ، (لُمَزَةٍ) جناس ناقص أو غير تام.
(عَدَّدَهُ) ، (أَخْلَدَهُ) ، (الْمُوقَدَةُ) ، (مُمَدَّدَةٍ) سجع مرصع ، لتوافق الفواصل.