أمارات القيامة والجزاء على العمل وتوبيخ الإنسان على جحود النعم
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨))
الإعراب :
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ السَّماءُ) فاعل لفعل مقدر يفسره (انْفَطَرَتْ) ؛ لأن (إِذَا) لا تدخل إلا على الفعل.
(ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ ما) : استفهامية في موضع رفع ، مبتدأ ، و (غَرَّكَ) : خبره.
(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) : (ما) : إما زائدة لتفخيم المعنى وتعظيمه ، و (فِي) تتعلق ب (رَكَّبَكَ) أي ركّبك في أى صورة شاء ، فحذف : ما ، أو شرطية ، و (شاءَ) : فعل الشرط المجزوم ب (ما) ، و (رَكَّبَكَ) : جواب الشرط ، و (فِي) حينئذ متعلقة بعامل مقدر ؛ لأن ما بعد حرف الشرط لا يعمل فيما قبله ، وتقديره : كوّنك في أي صورة. ولا يكون متعلقا ب «عدلك» ؛ لأن الاستفهام لا يتعلق بما قبله.
البلاغة :
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ، وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) سجع مرصّع.
(وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) استعارة مكنية ، شبّه الكواكب بجواهر متناثرة متفرقة ، وحذف المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ، وهو الانتثار على طريق الاستعارة المكنية.
(ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) استفهام يراد به التوبيخ والإنكار.