وأمه أم ولد نوبية ، واسمها مسكينة ، ولد بمدينة النبي صلىاللهعليهوسلم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها ، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل ، وعبد الله ، وإسحاق ، وعلي بني جعفر ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي ، وغيرهم من أهل الحجاز ، وكان من العلم والدين بمكان ، كان يفتي في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة ، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله ، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد ، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، وعبد الله بن العباس القزويني ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حنبل ، والمعلى بن منصور الرازي ، وآدم بن أبي إياس العسقلاني ، ومحمد بن رافع التستري ، وخالد بن أحمد الذهلي ، ونصر بن علي الجهضمي ، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي ، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، أنبأنا علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى ، عن آبائه ، عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم».
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الإسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي ، أخبرتنا رقية بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بقراءتي عليها بأصبهان (١) قالت : أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري ، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى العنبري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني ، حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه ، عن [علي بن] (٢) أبي طالب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إليّ
__________________
(١) في الأصل : «عليهما بأصبهاني».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.