وحدث عن البرقاني إلى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه قال : أبو حنيفة النعمان بن ثابت كوفى ليس بالقوى في الحديث. والجواب عن هذا كما تقدم.
وحدث عن القاضي أبى العلاء محمد بن على الواسطي إلى الهيثم بن عدى قال : وأبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي ـ تيم بن ثعلبة ـ مولى لهم توفى ببغداد سنة خمسين ومائة.
هذا إن كان أراد أن يبين النسب فالنسب قد اختلف فيه وهو معروف ، وإن كان أراد أن يبين كونه مولى فنحن نجيب على تقدير صحة قوله فنقول قال الله عزوجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وقال تعالى (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ). وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة» وقال : «الناس كأسنان المشط» وكونه مولى إن صح ذلك لا يقدح في دينه ولا في علمه.
وحدث عن القاضي أبى بكر أحمد بن الحسن الخرشى إلى أبى عاصم قال سمعت سفيان الثوري ـ بمكة ـ وقيل له مات أبو حنيفة فقال : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من الناس.
وحدث عن أبى سعيد محمد بن موسى الصيرفي إلى مسدد قال سمعت أبا عاصم يقول ذكر عند سفيان موت أبى حنيفة فما سمعته يقول رحمهالله ولا شيئا. قال : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به.
هذا قد بين أن سفيان كان له غرض مع أبى حنيفة حتى أنه لما مات لم يترحم عليه مع كونه من أهل القبلة بلا شك. وقال : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به فإن كان حمد الله على كونه عافاه من الموت الذي ابتلاه به فقد أخطأ فإن الله لا يعافى أحدا منه ولو كان ذلك لكان في حق النبي صلىاللهعليهوسلم وقد قال له (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وإن كان حمد الله على أنه عافاه بلاء ابتلى به أبا حنيفة دونه فكان ينبغي أن يبينه.
وحدث عن محمد بن عمر بن بكير المقرئ إلى عبد الله بن مسمع الهروي قال : سمعت عبد الصمد بن حسان يقول : لما مات أبو حنيفة قال لي سفيان الثوري اذهب إلى إبراهيم بن طهمان فبشره أن فتان هذه الأمة قد مات ، فذهبت إليه فوجدته قائلا