ثم ذكر حكاية عن ابن درستويه أيضا وقد تقدم أيضا ساقها إلى إسحاق بن إبراهيم الحنينى ، وهذا إسحاق من أصحاب مالك كان أحمد بن صالح المصري لا يرضاه ، حكاه ابن أبى حاتم في كتابه ، وذكره ابن الجوزي في كتاب الضعفاء ، وقال : قال النسائي : ليس بثقة. وقال ابن عدى : ضعيف. وقال الأزدى ضعيف.
ثم ذكر حكاية عن ابن رزق وساقها إلى حبيب كاتب مالك بن أنس ، وحبيب هذا هو ابن رزق ذكره ابن أبى حاتم في كتابه. وقال أحمد : ليس بثقة. وقال أبو حاتم : كان يحيل الحديث ويكذب.
ثم ذكر حكاية عن ابن درستويه إلى نعيم عن سفيان وقد تقدم ذكر الثلاثة.
وذكر حكاية عن أبى الفضل الطناجيرى إلى شريك القاضي وقد تقدم ذكر حاله.
وذكر حكاية من طريقين إحداهما عن ابن دوما وقد تقدم حاله ، والطريق الثانية عن على بن محمد بن عبد الله المعدل ساقها إلى منصور إلى شريك القاضي وقد ذكرناه.
ثم ذكر حكاية عن ابن الفضل عن ابن درستويه عن يعقوب عن أبى بكر بن خلاد. قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى قال سمعت حماد بن زيد يقول سمعت أيوب ـ وذكر أبو حنيفة ـ فقال (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) فهذه الحكاية ذكرها الخطيب في ذم أبى حنيفة والتحذير منه ، والله أعمى الخطيب ليظهر كرامة أبى حنيفة فإنه قال (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) وقد علم الناس أن الله عزوجل نشر مذهب الأربعة الأئمة وأتم نور دينه بهم حتى ملأ الآفاق وهو من المتأخرين ولم يعلم ذلك، فكأن الله أنطق حماد بن زيد بكرامة أبى حنيفة رضى الله عنه ، ومع هذا فإن مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه اشتهر في الآفاق ولم يعرف لحماد بن زيد مذهب إلا ما نقل في آحاد الكتب.
ثم ذكر حكاية عن أحمد بن الحسن الحيرى إلى أن ساقها إلى سعيد بن عامر وسعيد بن عامر هذا هو الضبعي أبو محمد ذكره ابن أبى حاتم في كتابه فقال : هو صدوق صالح وفي حديثه بعض الغلط ، ورواها سعيد بن عامر عن سلام بن أبى مطيع وكنيته أبو سعيد. قال ابن حبان البستي : كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.