أرحنا يا بلال (١).
ولأهميّة الصلاه لديه وتعاهد الرسول صلى الله عليه واله لأمرها أشار لذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث له يوصي به أصحابه : وكان رسول الله صلى الله عليه واله نَصِبَاً (٢) بالصلاة بعد التبشير له بالجنّة لقول الله سبحانه : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا» (٣) فكان يأمر أهله ويُصبّرُ عليها نفسه (٤).
ولشدّة إقباله صلى الله عليه واله على الله سبحانه وتعالى وإنشداده إليه تشير عائشة في حديث لها : كان رسول الله صلى الله عليه واله يحدّثنا ونحدّثه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه (٥).
ومن مصاديق دأبه على العبادة ، والتوجّه إلى الله عزّوجلّ خاشعة ، وفضل الله العظيم عليه ما أخرجه الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عائشة ليلتها.
فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه واله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟.
فقال : يا عائشة ألا أكون عبداً شكوراً (٦).
وحول صلاة رسول الله صلى الله عليه واله في الليل يحدّثنا أبو عبدالله عليه السلام بقوله : إنّ رسول الله كان إذا صلّى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمّراً ، فيرقد ماشاء الله ، ثم يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّي
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ج ٨٣ ، ص ١٦.
٢ ـ النصب : التعب. النهاية لإبن الأثير : ج ٥ ، ص ٦٢.
٣ ـ طه : ١٣٢.
٤ ـ نهج البلاغة : ومن كلام له عليه السلام كان يوصى به أصحابه «١٩٩» ، ص ٣١٧.
٥ ـ بحار الأنوار : ج ٨٤ ، ص ٢٥٨.
٦ ـ الكافي : ج ٨ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ، ح ٦.