وفي الحديث : عن الصادق عليه السلام ، أفضل العبادة : إدمان التفكّر في الله وفي قدرته (١).
أي النظر إلى أفعاله ، وعجائب صنعه ، وبدائع أمره في خلقه ، فإنّها تدلّ على عظمته وكبريائه وتقدّسه ، وتدلّ على كمال علمه وحكمته ، وعلى نفاذ مشيّته ، وقدرته ، وإحاطته بالأشياء.
وفي الحديث : عن النبيّ صلى الله عليه واله ، قال : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة (٢).
وفي حديث آخر : عن النبيّ صلى الله عليه واله ، قال : تفكّر ساعة خير من عبادة سنة (٣).
وفي حديث : ثالث عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فكرة ساعة خير من عبادة ستّين سنة (٤).
وفي مفاتيح الغيب : قال رسول الله صلى الله عليه واله : تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة (٥).
قيل في توجيه ذلك : إن الفكر يوصلك إلى الله ، والعبادة توصلك إلى ثواب الله ، والذي يوصلك إلى الله خير ممّا يوصلك إلى غير الله.
أو أنّ الفكر عمل القلب ، والطاعة عمل الجوارح ، فالقلب أشرف من الجوارح.
مضافاً إلى أنّ حقيقة العبادة ترجع إلى التفكّر في أمر الله عزّوجلّ كما صرّح بذلك ما ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حيث قال : ليست العبادة
__________________
١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٣.
٢ ـ تفسير القرطبي : ج ٤ ، ص ٣١٤ ، وتفسير الدر المنثور : ج ٢ ، ص ١١١.
٣ ـ تفسير القرطبي : ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ومصباح الشريعة : ص ١١٤ ، والميزان في تفسير القرآن : ج ٤ ، ص ٩٠.
٤ ـ الدر المنثور : ج ٢ ، ص ١١١ ، الميزان في تفسير القرآن : ج ٤ ، ص ٩٠.
٥ ـ مفاتيح الغيب : ص ٣٠٣ ، ح ٦٥٢.