الحميدة ، وأدبه الوافر ، إستطاع أن يهذّب جماهير شعبه بأخلاق وسلوك وصفات حميدة ، فجعل بينهم العدالة الإجتماعيّة وروح المؤاخاة والمساواة والإيثار.
فعن أبي عبدالله عليه السلام : قال : العدل أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحاً من المسك (١).
وفي حديث آخر : قال عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من واسىٰ الفقير من ماله ، وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقّاً (٢).
ولقد قام رسول الله صلى الله عليه واله في يوم فتح مكة خطيباً وقال : أيّها الناس إنّكم من آدم وآدم من طين ، ألا وإنّ خيركم عند الله ، وأكرمكم عليه أتقاكم وأطوعكم له (٣).
قوله عليه السلام : «يوقّرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويرحمون الغريب» لمّا كان من سيرة رسول الله صلى الله عليه واله إيثار أهل الفضل ، وقضاء حوائج اُمّته ، وإبلاغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها إيّاه. وغير ذلك من الصفات الحميده فصارت هذه السيرة أُسوة حسنة في اُمّته كما قال الله عزّوجلّ : «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (٤).
ومن أجل هذا التعليم الإلٰهي الملزم بوجوب سلوك سبيل رسول الله صلى الله عليه واله من لدن اُمّته بإمتدادها التاريخي ، في القول والعمل والأنشطة كافة ، فكانوا يؤثّرون ذا الحاجة ، ويرحمون الصغير والغريب ويوقّرون الكبير متواضعين خاشعين.
__________________
١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٤٧ ، ح ١٥.
٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٤٧ ، ح ١٧.
٣ ـ مستدرك الوسائل : ج ١٢ ، ص ٨٨ ـ ٨٩ ، ح ١٣٥٩٦ / ٤.
٤ ـ الأحزاب : ٢١.