وصحيحة أحمد بن محمد بن أبي نصر ثم نقل روايته الأولى التي قدمناها بتمامها ثم قال : ويؤيده الخبران الأخيران (١) وفي المختلف اقتصر من الحكم على مجرد الشهرة ولم يصرح بمختاره وعذره واضح ، ودعوى الإجماع في ذلك غير سديدة ولو تمت كانت هي الحجة. انتهى.
أقول : فيه (أولا) أن من روايات المسألة كما عرفت صحيحة بكر بن محمد الأزدي ، لأن سندها في الكافي هكذا الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق الأشعري عن بكر بن محمد الأزدي «قال : سألت» الخبر ، وهؤلاء كلهم ثقات مشهورون لا يرتاب أحد في عد حديثهم في الصحيح ، إلا أن عذره في ذلك واضح حيث عزب الخبر عن خاطره ولم يذكره.
ومنها حسنة إسماعيل بن الفضل الهاشمي ، وسندها في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي ، وليس في هذا السند إلا إبراهيم بن هاشم وقد اعترف هو وغيره في غير موضع بأن حديثه وإن كان حسنا إلا أنه لا يقصر عن الصحيح ، وقد عده في الصحيح جملة من محققي متأخري المتأخرين ، وهو الصحيح على الاصطلاح الغير الصحيح ، ولهذا أنا في كل موضع يكون إبراهيم المذكور نردد بين الصحيح أو الحسن.
و (ثانيا) أن ما طعن به على صحيح زرارة من أنه موقوف ، والظاهر أنه أراد أنه مضمر ففيه أنه قد صرح غير واحد من المحققين بأن مثل زرارة في علو شأنه وسمو مكانه لا يعتمد في أخذ الأحكام على غير الامام عليهالسلام.
و (ثالثا) أن وصفه روايتي أحمد بن محمد بن أبي نصر بالصحة ـ ليتجه له الطعن على القول المشهور بضعف دليل من خالفه ـ مردود بما ذكره سبطه السيد السند (قدسسره) في شرح النافع حيث قال : واعلم أن العلامة ومن تأخر عنه
__________________
(١) أقول : أراد بالخبرين الأخيرين رواية ابن أبى نصر التي وصفها بالصحة وموثقة عمار (منه ـ قدسسره ـ).