كلا الموضعين أشد الإنكار ، فكيف يجعل هذا وجها في الجمع بينهما ، وهي ظاهرة في رده.
نعم حمل هذا الخبر على التقية كما حملنا عليه تلك الأخبار لا يخلو من البعد لأن المخالفين قائلون بوقوع ذلك من آدم من غير نسخ ولا تحريم بعد ذلك إلا أنه يمكن ايضا رجوعه إلى تلك الأخبار بنوع من الاعتبار ، بان يكون منشأ التقية فيها فعلة آدم وأن حكمهم بصحة فعله في كلا المقامين تقية ، أعم من أن يكون نسخ ذلك أو لم ينسخ ، والله العالم.
الثانية : قد استفاضت الأخبار بل ربما بلغت حد التواتر المعنوي بالحث على النكاح والترغيب فيه ، وعضدتها جملة من الآيات القرآنية.
قال الله عزوجل (١) «وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ، وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ» ، وقال تعالى شأنه (٢) «وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» إلى غير ذلك من الآيات.
وروى المشايخ الثلاثة نور الله تعالى مراقدهم ، عن القداح (٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره».
قال في غيره (٤) «وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أكثر أهل النار العزاب».
وروي في الكافي عن كليب الأسدي (٥) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال رسول الله
__________________
(١) سورة النور ـ آية ٣٢.
(٢) سورة الروم ـ آية ٢١.
(٣) الكافي ج ٥ ص ٣٢٩ ح ٦ ، التهذيب ج ٧ ص ٢٣٩ ح ٣ ، الفقيه ج ٣ ص ٢٤٢ ح ١١٤٧.
(٤) الفقيه ج ٣ ص ٢٤٢ ح ١١٤٩.
(٥) الكافي ج ٥ ح ٣٢٨ ح ٢.
وهذه الروايات في الوسائل ج ١٤ ص ٧ ح ٣ وص ٨ ح ٧ وص ٥ ح ١١.