.................................................................................................
__________________
وإلّا يبقى الإنشاء على مجرّد إنشائيّته المحفوظة مع الهزل والسخرية ، ويبقى الإخبار على صرف إخباريّته ، المجتمع مع الهزل والسخريّة وغيرهما.
ولا ينافي الإنشاء بهذا المعنى ما أفاده بعض مشايخنا الأساطين وسيدنا المحقق الخويي قدسسرهما من أن حقيقة الوضع هي التعهد والالتزام النفسي بجعل لفظ خاص أو هيئة خاصة مبرزا لقصد تفهيم أمر تعلّق به غرض المتكلم.
وجه عدم التنافي : أنّ بعض الهيئات كصيغة «افعل» وضعت لإيجاد أمر اعتباري وإيقاع المبدأ في وعاء الاعتبار على عهدة المخاطب ، كما أنّ بعض الهيئات كالجملة الاسمية وضعت لإبراز قصد الحكاية عن وقوع نسبة أو لا وقوعها ، فالمعنى المقصود تفهيمه في القسم الأوّل وهو إيجاد المعنى في وعاء الاعتبار ، وفي القسم الثاني هو الحكاية عن نسبة ثبوتية أو سلبية.
وأما غيرهما من الهيئات التي تطلق ويراد بها الإنشاء تارة والإخبار اخرى فالموضوع له فيها هو انتساب المبدإ إلى الفاعل ، وإرادة الإيجاد والحكاية منه منوطة بقرينة خارجية ، فتكون إرادة الإنشاء أو الإخبار حينئذ من باب تعدّد الدال والمدلول.
وبالجملة : فالموضوع له في الهيئات المختصة بالإخبار ـ كالفعل الماضي والمضارع والجملة الاسمية ـ هو الحكاية عن ثبوت النسبة أو نفيها. وفي الهيئات المختصة بالإنشاء كصيغة الأمر هو إيجاد الأمر الاعتباري في وعاء الاعتبار ، فالمعنى الموضوع له في هذين القسمين هو المقصود بالتفهيم ، وفي غيرهما تفهيم المقصود بالقرينة على المراد حتى لا يلزم المجاز في الكلمة.
والحاصل : أنّ الإخبار والإنشاء مفهومان متغايران ، لأنّ الأخبار هو الحكاية عن نسبة لها خارج تطابقه أو لا تطابقه ، والإنشاء عبارة عن إيجاد نسبة ملازم لعدم خارج لها ، بل حقيقتها هي تحققها بنفس الإنشاء الناشئ عن اللفظ. فإن كان الإنشاء بداعي الجدّ ترتّب عليه المنشأ بحكم العقل أو الشرع أو العرف أو الجميع ، حيث إنّ الإنشاء بهذا الداعي موضوع لحكم وموصوف بالموجدية ، دون الإنشاء الهزلي ، فإنّ داعي الهزل يجعل الإنشاء صوريّا وخارجا عمّا هو موضوع لاعتبار العقلاء أو الشارع.
وكذا الحال في الإخبار ، فإن كان الداعي الى الإخبار الجدّ يتصف بالمبرزية للواقع ، وإلّا