محمّد بن بكر (١) ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) إلى قوله : (تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) ، حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشّياطين.
قال : فمضى الرّجل ، فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرأ هذه الآية.
فتغشّاه الشّيطان (٢) ، فإذا هو آخذ بخطمه (٣). فقال له صاحبه : أنظره. واستيقظ الرّجل ، فقرأ الآية. فقال الشّيطان لصاحبه : أرغم الله أنفك واحرسه الآن حتّى يصبح.
فلمّا أصبح رجع إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وأخبره ، وقال له : رأيت في كلامك الشّفاء والصّدق. ومضى بعد طلوع الشّمس ، فإذا هو بأثر (٤) شعر الشّيطان مجتمعا في الأرض.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي من لا يحضره الفقيه (٥) ، في وصيّة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ لعليّ ـ عليه السّلام ـ : يا عليّ ، من يخاف ساحرا أو شيطانا ، فليقرأ : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (الآية).
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) ، أي : ذوي تضرّع وخفية. فإنّ الإخفاء أدعى إلى الإخلاص.
ويجوز أن يكون التّقدير : دعوة تضرّع وخفية.
وفي أصول الكافي (٦) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : دعاء التّضرّع ، أن تحرّك أصبعك السّبّابة ممّا يلي وجهك. وهو دعاء الخفية (٧) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (٥٥) : المجاوزين ما أمروا به في الدّعاء وغيره.
وفي مجمع البيان (٨) : عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه كان في غزاة ، فأشرف (٩)
__________________
(١) ج : محمد بن كثير.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : الشياطين.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : بعظمه. والخطم من كل دابّة : مقدّم أنفه وفمه.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : باشر.
(٥) الفقيه ٤ / ٢٦٩.
(٦) الكافي ٢ / ٤٨١ ، ذيل ح ٥.
(٧) المصدر : الخيفة.
(٨) المجمع ٢ / ٤٢٩.
(٩) المصدر : فأشرفوا.