(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٥٧) : فتعلمون أنّ من قدر على ذلك ، قدر على هذا.
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) : الأرض الكريمة التّربة.
(يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) : بأمره وتيسيره. عبّر به عن كثرة النّبات وحسنه وغزارة نفعه ، بقرينة المقابلة.
(وَالَّذِي خَبُثَ) ، كالحرّة (١) والسّبخة.
(لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) : قليلا ، عديم النّفع. ونصبه على الحال.
وتقدير الكلام : والبلد الّذي خبث لا يخرج نباته إلّا نكدا. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، فصار مرفوعا مستترا.
وقرئ (٢) : «يخرج» ، أي : يخرجه البلد. فيكون «إلّا نكدا» مفعولا. ونكدا على المصدر ، أي : ذا نكد. أو بالإسكان ، للتّخفيف.
(كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) : نردّدها ونكررّها.
(لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (٥٨) : نعمة الله. فيتفكّرون فيها ، ويعتبرون بها.
قيل (٣) : والآية مثل لمن تدبّر في الآيات وانتفع بها ، ولمن لم يرفع إليها رأسا ولم يتأثّر بها.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : [وهو] (٥) مثل للأئمّة ـ عليهم السّلام ـ يخرج علمهم بإذن ربّهم. «و [الذي خبث» مثل] (٦) لأعدائهم. «لا يخرج» علمهم إلّا «نكدا» كذبا (٧) فاسدا.
وفي كتاب المناقب (٨) لابن شهر آشوب قال عمرو بن العاص للحسين ـ عليه السّلام ـ ما بال لحاكم أوقر من لحانا (٩)؟
فقرأ هذه الآية.
(لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) : جواب قسم محذوف. ولا تكاد تطلق هذه
__________________
(١) الحرّة : أرض ذات حجارة سود ، كأنها أحرقت.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٣٥٣.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٣٥٣.
(٤) تفسير القمّي ١ / ٢٣٦.
(١ و ٦) ـ من المصدر.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : «كدرا» بدل نكدا كذبا.
(٨) المناقب ٤ / ٦٧.
(٩) المصدر : ما بال لحائكم أوفر من لحائنا؟