قال : هي أعظم نعم الله على خلقه ، وهي ولايتنا.
(قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا) : استبعدوا اختصاص الله بالعبادة والإعراض عمّا أشرك آباؤهم ، انهماكا في التّقليد وحبّا لما ألفوه.
ومعنى «المجيء» في «أجئتنا» : إمّا المجيء من مكان اعتزل به عن قومه ، أو من السّماء. على التّهكّم ، أو القصد على المجاز ، كقولهم : ذهب يسبّني.
(فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) : من العذاب ، المدلول عليه بقوله : «أفلا تتّقون».
(إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٧٠) : فيه.
(قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ) : وجب وحقّ عليكم ، أو نزل عليكم. على أنّ المتوقّع ، كالواقع.
(مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ) : عذاب. من الارتجاس : وهو الاضطراب.
(وَغَضَبٌ) : إرادة انتقام.
(أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) ، أي : في أشياء سمّيتموها آلهة ، وليس فيها معنى الإلهيّة. لأنّ المستحقّ للعبادة بالذّات ، هو الموجد للكلّ. وأنّها لو استحقّت ، كان استحقاقها بجعله ـ تعالى ـ إمّا بإنزال آية ، أو نصب حجّة.
(ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) : من آية ونصب حجّة.
ومنتهى حجّتهم وسندهم ، أنّ الأصنام تسمّى آلهة من غير دليل يدلّ على تحقّق المسمّى ، وإسناد الإطلاق إلى من يؤبه بقوله. واستدلّ به على أنّ الاسم عين المسمّى ، إذ المجادلة في المسمّيات لا في الأسماء. وأنّ اللّغات توقيفيّة ، إذ لو لم يكن كذلك لم يتوجّه الذّمّ والإبطال بأنّها أسماء مخترعة لم ينزل بها سلطان. وهو ضعيف ، إذ الذّمّ للمجادلة في المسمّيات ولإطلاق أسماء الآله والمعبود عليها واتّباع معاني تلك الأسماء فيها ، لا لمجرد المجادلة في الأسماء وإطلاقها عليها.
(فَانْتَظِرُوا) : لمّا وضح الحقّ ، وأنتم مصرّون على العناد نزول العذاب.
(إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (٧١).
في تفسير العيّاشيّ (١) : عن أحمد بن محمّد ، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : سمعته يقول : ما أحسن الصّبر وانتظار الفرج. أما سمعت قول العبد الصّالح :
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٠ ، ح ٥٢.