(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) : الزّلزلة.
وفي سورة الحجر (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ). ولعلّها كانت من مبادئها.
في مجمع البيان (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : بعث الله عليهم صيحة واحدة ، فماتوا.
وقد سبق نظيره.
(فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٩١) ، أي : في مدينتهم.
(الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً) : مبتدأ خبره (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) ، أي : استؤصلوا ، كأن لم يقيموا.
والمغني : المنزل.
(الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) (٩٢) : دينا ودنيا. لا الّذين صدّقوه واتّبعوه ، كما زعموا ، فإنّهم الرّابحون في الدّارين. وللتّنبيه على هذا والمبالغة فيه ، كرّر الموصول واستأنف بالجملتين وأتى بهما اسميّتين.
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) : قاله تأسّفا بهم ، لشدّة حزنه عليهم.
ثمّ أنكر على نفسه فقال : (فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ) (٩٣) : ليسوا أهل حزن ، لاستحقاقهم ما نزل عليهم بكفرهم. وقاله اعتذارا عن عدم شدّة حزنه عليهم.
والمعنى : لقد بالغت في الإبلاغ والإنذار وبذلت وسعي في النّصح والإشفاق ، فلم تصدّقوا قولي «فكيف آسى» عليكم.
وقرئ (٢) : «فكيف آيسي» بإمالتين.
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) : بالبؤس والضّرّ.
(لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (٩٤) : كي يتضرّعوا ويتذلّلوا.
(ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) ، أي : أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من الشّدّة السّلامة والسّعة ، ابتلاء لهم بالأمرين.
(حَتَّى عَفَوْا) : كثروا عددا ، فلم ينتقلوا عمّا كانوا عليه.
__________________
(١) المجمع ٢ / ٤٥٠.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٣٦٠.