ويرثون ديارهم. وإنّما عدّي «يهدي» باللّام ، لأنّه بمعنى : يبيّن.
(أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) : أن الشّأن لو نشاء أصبناهم بجزاء ذنوبهم ، كما أصبنا من قبلهم. وهو فاعل «يهد».
ومن قرأه بالنّون ، جعله مفعولا.
(وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) : عطف على ما دلّ عليه «أو لم يهد» ، أي : يغفلون عن الهداية. أو منقطع عنه ، بمعنى : ونحن نطبع. ولا يجوز عطفه على «أصبناهم» على أنّه بمعنى : وطبعنا. لأنّه في سياقه جواب «لو» لإفضائه إلى نفي الطّبع عنهم.
(فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (١٠٠) : سماع تفهّم واعتبار.
(تِلْكَ الْقُرى) : قرى الأمم المارّ ذكرهم.
(نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها) : حال ، إن جعل «القرى» خبرا ، ويكون إفادته بالتّقييد. وخبر ، إن جعلت صفته. ويجوز أن يكونا خبرين.
و «من» للتّبعيض ، أي : نقصّ بعض أنبائها ، ولها أنباء غيرها لا نقصّها.
(وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : بالمعجزات.
(فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) : عند مجيئهم بها.
(بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) : بما كذّبوه من قبل (١) الرّسل ، بل كانوا مستمرّين على التّكذيب. أو فما كانوا ليؤمنوا مدّة عمرهم بما كذّبوا به أوّلا حين جاءتهم الرّسل ، ولم يؤثّر فيهم قطّ دعوتهم المتطاولة والآيات المتتالية (٢).
و «اللّام» لتأكيد النّفي ، والدّلالة على أنّهم ما صلحوا للإيمان لمنافاته لحالهم في التّصميم على الكفر والطّبع على قلوبهم.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : قال : لا يؤمنون في الدّنيا بما كذّبوا في الذّرّ. وهو ردّ على من أنكر الميثاق في الذّرّ الأوّل.
قال : حدّثني أبي (٤) ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى). قلت معاينة كان هذا؟
__________________
(١) ليس في ب : بما كذّبوه من قبل.
(٢) ب : المتتابعة.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٢٣٦.
(٤) نفس المصدر والمجلّد / ٢٤٨.