حينئذ ، كذّب بعد ذلك.
(كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ) (١٠١) : فلا تدين شكيمتهم بالآيات والنّذر.
(وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ) : لأكثر النّاس. والآية اعتراض. أو لأكثر الأمم المذكورين.
(مِنْ عَهْدٍ) : وفاء عهد ، فإن أكثرهم نقضوا ما عهد الله إليهم في الإيمان والتّقوى بإنزال الآيات ونصب الحجج. أو ما عهدوا إليه حين كانوا في ضرّ ومخافة ، مثل (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
(وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ) ، أي : علمناهم.
(لَفاسِقِينَ) (١٠٢) : من وجدت زيدا ذا الحفاظ. لدخول «أن» المخفّفة و «اللّام» الفارقة. وذلك لا يجوز إلّا في المبتدأ والخبر والأفعال الدّاخلة عليهما.
وعند الكوفيّين «إن» للنّفي ، و «اللّام» بمعنى : «إلا».
في أصول الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن الحكم قال : كتبت إلى العبد الصّالح ـ عليه السّلام ـ أخبره أنّي شاكّ ، وقد قال إبراهيم : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) (٢). وأنا أحبّ أن تريني شيئا.
فكتب ـ عليه السّلام ـ إليه : إنّ إبراهيم كان مؤمنا ، وأحبّ أن يزداد إيمانه.
وأنت شاكّ ، والشّاكّ لا خير فيه. وإنّما الشّك ، ما لم يأت اليقين. فإذا جاء اليقين ، لم يجز (٣) الشّكّ.
وكتب : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ). قال : نزلت في الشّاكّ.
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى) :
الضّمير للرّسل ، في قوله : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ). أو للأمم.
(بِآياتِنا) ، يعني : المعجزات.
(إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها) : بأن كفروا بها مكان الإيمان الّذي هو من
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٩٩ ، ح ١.
(٢) البقرة / ٢٦٠.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : لم يخبر.