قيل (١). قاله هو وأشراف قومه على سبيل التّشاور في أمره ، فحكي عنه في سورة الشّعراء [بقوله : «قال للملإ حوله» وعنهم ها هنا.] (٢) (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (١١٠) : تشيرون في أن نفعل.
(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) : أخّرهما وأصدرهما عنك ، حتّى نرى رأيك فيهما.
و «الإرجاء» التّأخير. وأصله : أرجئه ، كما قرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب.
وقرأ (٣) حمزة وحفص : «أرجه» بسكون الهاء.
وقرأ (٤) بن كثير وهشام ، عن ابن عامر : «أرجئهوه».
وقرأ (٥) نافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائيّ : «أرجهي».
وقرأ (٦) ابن عامر : «أرجئه» بالهمزة وكسر الهاء.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : يونس بن ظبيان قال : قال : إنّ موسى وهارون حين دخلا إلى فرعون ، لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح. كانوا ولد نكاح كلّهم. ولو كان [فيهم ولد سفاح] (٨) ، لأمر بقتلهما. فقالوا : «أرجه وأخاه». وأمروه بالتّأنّي والنّظر. ثمّ وضع يده على صدره وقال : وكذلك نحن لا يسرع (٩) إلينا إلّا كلّ خبيث الولادة.
(وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) (١١١) (يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) (١١٢).
وقرأ (١٠) حمزة والكسائيّ : «بكلّ سحّار» فيه ويونس. ويؤيّده اتّفاقهم عليه في الشّعراء.
(وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ) : بعد ما أرسل في طلبهم حاشرين.
(قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) (١١٣) : استئناف ، كأنّه جواب سؤال قال : ما قالوا إذ جاؤوا؟
وقرأ (١١) ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم : (إِنَّ لَنا لَأَجْراً) على الإخبار وإيجاب الأجر ، كأنّهم قالوا : لا بدّ لنا من الأجر. فالتّنكير ، للتّعظيم.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٦٢.
(٢) ليس في المصدر.
(٣ و ٤ و ٥ و ٦) ـ نفس المصدر والموضع.
(٧) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٤ ، ح ٦٢.
(٨) من الهامش.
(٩) المصدر : لا ينزع.
(١٠) أنوار التنزيل ١ / ٣٦٢.
(١١) نفس المصدر والموضع.