السّمانّ (١) قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : ما تقول الشّيعة (٢) في أولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين؟
قال : قلت : ما يقدّمون على أولي العزم أحدا.
قال : فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ قال لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً) ولم يقل : كلّ شيء. وقال لعيسى (٣) ـ عليه السّلام ـ : (وَلِأُبَيِّنَ) (٤) (لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) (٥) ولم يقل : كلّ شيء. وقال لصاحبكم أمير المؤمنين : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٦).
وقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٧). وعلم هذا الكتاب عنده.
(سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) : المنصوبة في الآفاق والأنفس.
(الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ) : بالطّبع على قلوبهم. فلا يتفكّرون فيها ، ولا يعتبرون بها.
وقيل (٨) : سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا ، كما فعل فرعون ، فعاد عليه بإعلائها أو بإهلاكهم.
(بِغَيْرِ الْحَقِ) : [صلة «يتكبّرون»] (٩) : أي : يتكبّرون بما ليس بحقّ ، وهو دينهم الباطل. أو حال من فاعله.
(وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ) : منزلة ، أو معجزة.
(لا يُؤْمِنُوا بِها) : لعنادهم أو اختلال عقلهم ، بسبب انهماكهم في الهوى والتّقليد. وهو يؤيّد الوجه الأوّل.
في الحديث (١٠) : إذا عظّمت أمّتي الدّنيا ، نزعت عنها سنة (١١) الإسلام. وإذا تركوا
__________________
(١) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ١ / ٥١٥ ، وفي النسخ : السّمانيّ.
(٢) المصدر : ما يقول الناس ....
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : عيسى.
(٤) المصدر : ليبيّن.
(٥) الزخرف / ٦٣.
(٦) الرعد / ٤٣.
(٧) الأنعام / ٥٩.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٣٦٩.
(٩) من المصدر.
(١٠) تفسير الصّافي ٢ / ٢٣٨. (١١) المصدر : هيبة.