قال : فيهما جميعا.
عن محمّد بن أبي حمزة (١) ، عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ).
قال : السّجود ، ووضع [اليدين على] (٢) الركبتين في الصّلاة.
(وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) : بالعمل به ، ولا تتركوه ، كالمنسيّ.
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٧١) : قبائح الأعمال ورذائل الأخلاق.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : لمّا أنزل الله التّوراة على بني إسرائيل ، لم يقبلوه. فرفع الله عليهم جبل طور سيناء ، فقال لهم موسى ـ عليه السّلام ـ : إن لم تقبلوا ، وقع عليكم الجبل. فقبلوه وطأطئوا (٤) رؤوسهم.
وفي كتاب الاحتجاج (٥) للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أبي عبد الله (٦) ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه قال السّائل : أخبرني عن طائر طار مرّة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره الله في القرآن ، ما هو؟
فقال : طور سيناء ، أطاره الله ـ عزّ وجلّ ـ على بني إسرائيل حين أظلّهم بجناح منه فيه ألوان العذاب حتّى قبلوا التّوراة. وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) (الآية).
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) قيل (٧) : أي : أخرج من أصلابهم نسلهم على ما يتوالدون قرنا بعد قرن.
و «من ظهورهم» بدل من «بني آدم» بدل البعض.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب : «ذرّيّاتهم».
(وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ).
قيل (٨) : أي : نصب لهم دلائل ربوبيّته وركّب في عقولهم ما يدعوهم إلى الإقرار بها ، حتّى صاروا بمنزلة من قيل لهم : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى). فنزّل تمكينهم من العلم
__________________
(١) نفس المصدر والموضع ، ح ١٠٢.
(٢) من المصدر.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٢٤٦.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ طأطأ.
(٥) الاحتجاج ٢ / ٦٥.
(٦) المصدر عن الباقر.
(١ و ٨) ـ أنوار التنزيل ١ / ٣٧٦.