وإظهار الحقّ وما يحصل لكم فوز الدّارين.
(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) ، أي : فعل ما فعل. وليس بتكرير. لأنّ الأوّل لبيان المراد وما بينه وبين مرادهم من التّفاوت ، والثّاني لبيان الدّاعي إلى حمل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ على اختيار ذات الشّوكة ونصره عليها.
(وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٨) : ذلك.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن جابر قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن تفسير هذه الآية في قول الله : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ).
قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : تفسيرها في الباطن (يُرِيدُ اللهُ) ، فإنّه شيء يريده (٢) ولم يفعله بعد. وأمّا قوله : (يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) ، فإنّه يعني : يحقّ حقّ آل محمّد. وأمّا قوله ـ سبحانه ـ : «بكلماته» قال : بكلماته (٣) في الباطن عليّ ، هو كلمة الله في الباطن.
وأمّا قوله : (وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) فهو (٤) بنو أميّة ، هم الكافرون ، يقطع الله دابرهم.
وأمّا قوله : «ليحقّ الحقّ» فإنّه يعني حقّ آل محمّد حين يقوم القائم ـ عليه السّلام ـ. وأمّا قوله : (وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) ، يعني القائم. فإذا قام يبطل بني أميّة (٥). وذلك [قوله] (٦) (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) : بدل من «إذ يعدكم». أو متعلّق بقوله : «ليحقّ الحقّ». أو على إضمار «اذكر». واستغاثتهم لمّا علموا أنّ لا محيص من القتال.
وفي مجمع البيان (٧) : عن الباقر ـ عليه السّلام ـ : أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا نظر إلى كثرة عدد المشركين وقلّة عدد المسلمين ، استقبل القبلة وقال : اللهمّ ، أنجز لي ما وعدتني. اللهمّ ، إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض. فما زال يهتف به (٨) ، مادّا يديه ، حتّى سقط رداؤه عن منكبه. فأنزل الله ـ تعالى ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) (الآية).
(فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ) : بأنّي ممدّكم. فحذف الجارّ ، وسلط عليه
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٥٠ ، ح ٢٤.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فإنّه يريد و....
(٣) المصدر : كلماته.
(٤) المصدر : فهم.
(٥) المصدر : «باطل بني اميّة» بدل «بني اميّة».
(٦) من المصدر.
(٧) مجمع البيان ٢ / ٥٢٥. (٨) المصدر : ربّه.