وبين العدوّ ، حتّى ثبتت عليه الأقدام وزالت [وسوسة الشّيطان] (١).
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : عن رجل ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ تعالى ـ : (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ).
قال : لا يدخلنا ما يدخل النّاس من الشّكّ.
(وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ) : بالوثوق على لطف الله بكم.
(وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) (١١) ، أي : بالمطر ، حتّى لا تسوخ في الرّمل. أو بالرّبط على القلوب ، حتّى يثبت في المعركة.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن جابر ، عن أبي [عبد الله] (٤) جعفر [بن محمّد] (٥) ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن هذه الآية في البطن [وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشّيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام] (٦).
قال : «فالسّماء» في الباطن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. و «الماء» عليّ.
جعل الله عليّا من رسول الله. فذلك قوله : (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ). فذلك عليّ يطهّر الله به قلب من والاه. وأمّا قوله : (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) من والى عليّا ، يذهب الرجز عنه ويقوى عليه. (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) فإنّه يعني : عليّا. من والى عليّا ، يربط الله على قلبه بعليّ ، فيثبت على ولايته.
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ) : بدل ثالث. أو متعلّق «بيثبّت».
(إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) : في إعانتهم وتثبيتهم. وهو مفعول «يوحي».
وقرئ (٧) بالكسر ، على إرادة القول. أو إجراء الوحي مجراه.
(فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) : بالبشارة ، أو بتكثير سوادهم ، أو بمحاربة أعدائهم.
فيكون قوله : (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) كالتفسير لقوله : «أنّي معكم فثبّتوا». وفيه دليل على أنّهم قاتلوا.
ومن منع ذلك ، جعل الخطاب فيه مع المؤمنين. إمّا على تغيير الخطاب ، أو على أنّ قوله : «سألقي» إلى قوله : «كلّ بنان» تلقين للملائكة ما يثبّتون المؤمنين به ، كأنّه
__________________
(١) المصدر : الوسوسة.
(٢) تفسير العيّاشي ٢ / ٥٠ ، ح ٢٧.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ / ٥٠ ، ح ٢٥.
(١ و ٥) ـ من المصدر.
(٦) من المصدر.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٣٨٧.