من قبلي.
فقال له الرّاوي : يا أبا عبد الرّحمن ، أسمعت هذا من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ؟
قال : نعم.
فقلت له : فكنت (١) للظّالمين [ظهيرا] (٢)؟
قال : لا جرم ، حلّت بي عقوبة على أن (٣) لم أستأذن إمامي ، كما استأذن جندب وعمار وسلمان. وأنا أستغفر الله وأتوب إليه.
وفي أصول الكافي (٤) ، بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ حديث طويل وفيه : ثمّ قال في بعض كتابه : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) في إنّا أنزلناه في ليلة القدر (٥). ويقول : إنّ محمّدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ : مضت ليلة القدر مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فهذه فتنة أصابتهم خاصة.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٥) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) قيل (٦) : أرض مكّة ، يستضعفكم قريش. والخطاب للمهاجرين. وقيل : للعرب كافة ، فإنّهم كانوا أذلاء في أيدي فارس والرّوم.
(تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) : كفّار قريش ، أو من عداهم. فانّهم جميعا معادين مضادّين لهم.
(فَآواكُمْ) : إلى المدينة. أو جعل لكم مأوى تتحصّنون به عن أعدائكم.
(وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) : على الكفار ، أو بمظاهره الأنصار ، أو بإمداد الملائكة يوم بدر.
(وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) : من المغانم.
__________________
(١) المصدر : فكيف وكنت.
(٢) من المصدر.
(٣) المصدر : «عملي اني» بدل : «على أن».
(٤) الكافي ١ / ٢٤٨ و ٢٤٩ ، ضمن ح ٤.
(٥) الحديث في «باب شأن (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وتفسيرها» من كتاب أصول الكافي (الحديث ٤) ، يعني : هذه الآية نزلت في إنّا أنزلناه في ليلة القدر. وتفسيره يعرف من كلامه ـ عليه السّلام ـ.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٣٩١.