وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن عبد الله بن محمّد الجعفيّ قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقول : الاستغفار حصن حصين (٢) لكم من العذاب. فمضى اكبر الحصنين ، وبقي الاستغفار. فأكثروا منه ، فإنّه ممحاة (٣) للذّنوب. وان شئتم فاقرؤوا : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) (الآية).
وفي كتاب علل الشرائع (٤) ، بإسناده إلى عمرو بن شمر : عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام ـ : لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام؟
فقال : لبقاء العالم على صلاحه. وذلك أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يرفع العذاب عن أهل الأرض ، إذا كان فيها نبيّ أو إمام. قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ). وقال النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : النجوم أمان لأهل السّماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض. فإذا ذهبت النجوم ، أتى أهل السّماء ما يكرهون. وإذا ذهب أهل بيتي ، أتى أهل الأرض ما يكرهون ، يعني بأهل بيته : الأئمّة الّذين قرن الله ـ عزّ وجلّ ـ طاعتهم بطاعته.
وفي أمالي شيخ الطائفة (٥) ، بإسناده إلى سدير : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهو في نفر من أصحابه : إنّ مقامي بين أظهركم خير لكم ، وإنّ مفارقتي إيّاكم خير لكم.
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، وقال : يا رسول الله ، أمّا مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا. فكيف يكون مفارقتك إيانا خيرا لنا؟
فقال : أمّا مقامي بين أظهركم خير لكم ، لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ [وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ، يعني : يعذّبهم] (٦) بالسّيف. فأمّا مفارقتي إيّاكم فهو خير لكم ، لأنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ اثنين وخميس. فما كان من حسن ، حمدت الله عليه. وما كان من سيء ، استغفرت لكم.
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٥٤٠ ، ح ٤٤.
(٢) المصدر : وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ والاستغفار حصنين ...
(٣) المصدر : منجاة.
(٤) العلل / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، ح ١.
(٥) أمالي الطوسي ٢ / ٢٢ ـ ٢٣.
(٦) من المصدر.