. قال : الأنبياء عمّا حمّلوا من الرّسالة. (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ). قال : لم نغب عن أفعالهم.
(وَالْوَزْنُ) ، أي : القضاء. أو وزن الأعمال ، وهو مقابلتها بالجزاء.
والجمهور ، على أنّ صحائف الأعمال توزن بميزان له لسان وكفّتان ينظر إليه الخلائق ، إظهارا للمعدلة ، وقطعا للمعذرة ، كما هو يسألهم عن أعمالهم فتعترّف بها ألسنتهم ويشهد لها جوارحهم.
ويؤيّده ما روي : أنّ الرّجل يؤتى به إلى الميزان ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجّلا. كلّ سجّل مدّ البصر. فتخرج له بطاقة فيها كلمتا الشّهادة. فيوضع السّجلات في كفّة والبطاقة في كفّة ، فطاشت السّجلّات وثقلت البطاقة.
وقيل (١) : توزن الأشخاص ، لما روي عنه ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : ليأتي العظيم السّمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة.
(يَوْمَئِذٍ) : خبر المبتدأ الّذي هو «الوزن».
(الْحَقُ) : صفة ، أو خبر مبتدأ محذوف. ومعناه : العدل السّويّ.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : المجازاة بالأعمال ، إن خيرا فخير وإن شرا فشرّ.
قال وهو قوله : «فمن ثقلت» (الآية).
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) : حسناته ، أو ما يوزن به حسناته. وجمعه ، باعتبار اختلاف الموزونات وتعدّد الوزن. فهو جمع موزون ، أو ميزان.
(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٨) : الفائزون بالنّجاة والثّواب.
(وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) : بتضييع الفطرة السّليمة الّتي فطرت عليها ، واقتراف ما عرّضها للعذاب.
(بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) (٩) : فيكذّبون بدل التّصديق.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : قال : بالأئمّة يجحدون.
وفي كتاب الاحتجاج (٤) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل : أو ليس توزن الأعمال؟
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٤٢.
(٢) تفسير القمّي ١ / ٢٢٤.
(٣) تفسير القميّ ١ / ٢٢٤
(٤) الاحتجاج ٢ / ٩٨ ـ ٩٩.