قراءة من كسرها ، إجراء للأذن مجرى القول.
وقرئ ، بالنصب ، عطفا على اسم «أنّ». أو لأنّ الواو بمعنى : مع. ولا تكرير فيه ، فإن قوله : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) إخبار بثبوت البراءة وهذه إخبار بوجوب الإعلام. ولذلك علّقه بالنّاس ، ولم يخصّه بالمعاهدين.
وفي مجمع البيان (١) : قال : وقد روى عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديثا طويلا. روي أنّه لمّا نادى فيهم : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [أي : كلّ مشرك] (٢).
قال المشركون : نحن نتبرأ (٣) من عهدك وعهد ابن عمّك.
(فَإِنْ تُبْتُمْ) : من الكفر والغدر.
(فَهُوَ) : فالتّوب.
(خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) : عن التوبة. أو ثبتم (٤) على التّولي عن الإسلام والوفاء.
(فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) : لا تفوتونه طلبا ، ولا تعجزونه هربا في الدّنيا.
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٣) : في الآخرة.
(إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : استثناء من المشركين. أو استدراك ، فكأنه قيل لهم بعد أن أمروا بنبذ العهد إلى النّاكثين : ولكنّ الّذين عاهدوا منهم.
(ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) : من شروط العهد ، ولم ينكثوه. أو لم يقتلوا منكم ، ولم يضروكم قطّ.
(وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً) : من أعدائكم.
(فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) : إلى تمام مدّتهم. ولا تجروهم مجرى النّاكثين ، ولا تجعلوا الوفيّ مجرى الغادر.
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (٤) : تعليل وتنبيه على إتمام عهدهم ، من باب التقوى.
(فَإِذَا انْسَلَخَ) : انقضى. وأصل الانسلاخ : خروج الشيء ممّن لابسه. من
__________________
(١) المجمع ٣ / ٤.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : ورسوله.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : نبرأ
(٤) ح : تثبّتم.