(ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) : إمّا تأكيد لنسبة هذا القول إليهم ونفي للتجوز عنها ، أو إشعار بأنه قول مجرد عن برهان وتحقيق مماثل للمهمل الّذي يوجد في الأفواه ولا يوجد مفهومه في الأعيان.
(يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، أي : يضاهي قولهم قول الّذين كفروا ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
(مِنْ قَبْلُ) : من قبلهم. والمراد : قدماؤهم. على معنى أنّ الكفر قديم فيهم. أو المشركون الّذين قالوا : الملائكة بنات الله. أو اليهود ، على أنّ الضّمير للنّصارى.
و «المضاهاة» المشابهة. والهمزة لغة فيه.
وقد قرأ به عاصم. ومنه قولهم : امرأة ضهياء ، على فعلاء ، للتي شابهت الرّجال في أنّها لا تحيض.
(قاتَلَهُمُ اللهُ).
قيل (١) : دعاء عليهم بالإهلاك. فإنّ من قاتله الله ، هلك. أو تعجّب من شناعة قولهم.
وفي كتاب الاحتجاج (٢) للطبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل ، أي : لعنهم الله [أنّى يؤفكون] (٣). فسمى اللّعنة : قتالا.
(أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٣٠) : كيف يصرفون عن الحقّ إلى الباطل.
(اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) : بأن أطاعوهم في تحريم ما أحلّ الله ، وتحليل ما حرّم الله.
قيل (٤) : أو بالسّجود لهم.
وفي مجمع البيان (٥) : وروي الثّعلبيّ ، بإسناده : عن عدي بن حاتم قال : أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وفي عنقي صليب.
فقال لي : يا عديّ ، اطرح هذا الوثن من عنقك.
قال : فطرحته. ثمّ أتيت إليه وهو يقرأ من سورة براءة هذه الآية :
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤١٢.
(٢) الاحتجاج ١ / ٣٧٢.
(٣) من المصدر.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٤١٢.
(٥) المجمع ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.