(فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٣٤) : هو الكيّ بهما.
(يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ) ، أي : يوم القيامة توقد النّار ذات حمى شديد عليها.
وأصله : تحمى بالنّار ، فجعل الإحماء للنّار مبالغة فيه. ثمّ حذفت النّار وأسند الفعل إلى الجارّ والمجرور ، تنبيها على المقصود. فانتقل من صيغة التأنيث إلى صيغة التّذكير. وانّما قال : «عليها» والمذكور شيئان ، لأنّ المراد بهما دراهم ودنانير كثيرة.
وكذا قوله : «ولا ينفقونها».
وقيل (١) : الضّمير فيهما للكنوز ، أو للأموال. فإن الحكم عامّ ، وتخصيصهما بالذّكر ، لأنّهما قانون التّمول. أو للفضة ، وتخصيصها لقربها ودلالة حكمها على أنّ الذّهب أولى بهذا الحكم.
(فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ).
قيل (٢) : لأن جمعهم وإمساكهم [إيّاه] (٣) ، كان لطلب الوجاهة بالغنى والتنعم (٤) بالمطاعم الشّهيّة والملابس البهية. أو لأنهم ازورّوا عن السّائل وأعرضوا عنه وولّوه ظهورهم. أو لأنّها أشرف الأعضاء الظّاهرة ، فانّها المشتملة على الأعضاء الرّئيسية ، التي هي الدماغ والقلب والكبد. أو لأنّها أصول الجهات الأربع ، التي هي مقاديم البدن ومآخيره وجنباه (٥).
(هذا ما كَنَزْتُمْ) : على إرادة القول.
(لِأَنْفُسِكُمْ) : لمنفعتها. وكان عين مضرتها ، وسبب تعذيبها.
(فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (٣٥) ، أي : وبال كنزكم ، أو ما تكنزونه.
وقرئ : «تكنزون» ، بضمّ النّون.
في الكافي (٦) : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن معاذ بن كثير قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : موسع على شيعتنا أن ينفقوا ممّا في أيديهم بالمعروف. فإذا قام قائمنا ، حرم على كلّ ذي كنز كنزه حتّى يأتيه به فيستعين به
__________________
(١ و ٢) ـ أنوار التنزيل ١ / ٤١٤.
(٣) من المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : المتنعم.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : مؤخره وجنبتاه.
(٦) الكافي ٤ / ٦١.