عليّ بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي أمية ، يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في حديث طويل : والله ، لو أنّ رجلا صام النّهار وقام الليل ، ثمّ لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ بغير ولايتنا أهل البيت ، لقيه الله وهو عنه غير راض أو ساخط عليه.
ثمّ قال : وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ) (الآية).
ثمّ قال : وكذلك الإيمان لا يضرّ معه العمل ، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل.
وفي كتاب الاحتجاج (١) للطبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه : فكلّ عمل مجرى على (٢) غير أيدي أهل الأصفياء وعهودهم وحدودهم (٣) وشرائعهم وسننهم ومعالم دينهم ، مردود غير مقبول. وأهله بمحلّ كفر ، وإن شملتهم صفة الإيمان. ألم تسمع قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ). فمن لم يهتد من أهل الإيمان إلى سبيل النّجاة ، لم يغن عنه إيمانه بالله مع دفع حقّ أوليائه ، وحبط عمله (٤) ، وهو في الآخرة من الخاسرين.
(وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى) : متثاقلين.
وفي كتاب الخصال (٥) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال : لا يقومنّ (٦) أحدكم في الصّلاة متكاسلا ولا ناعسا ، ولا يفكرن (٧) في نفسه. فانه بين يدي الله ـ عزّ وجلّ ـ وإنّما للعبد من صلاته ما أقبل عليها منها [بقلبه] (٨).
(وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ) (٥٤) : لأنّهم كانوا لا يرجون بهما ثوابا ، ولا يخافون على تركهما عقابا.
(فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) : فإن ذلك استدراج ، ووبال لهم.
في مجمع البيان (٩) : الخطاب للنبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ. والمراد جميع المؤمنين.
__________________
(١) الإحتجاج ١ / ٣٦٩.
(٢) المصدر : فكل من عمل من أعمال الخير فجرى على.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : عملهم.
(٥) الخصال / ٦١٣.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : لا يقوم.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : لا يكفرون.
(٨) من المصدر.
(٩) مجمع البيان ٣ / ٣٩.