بما يلحقهم فيها من المصائب والغموم ، وبما يشقّ عليهم إخراجها من الزكاة والإنفاق في سبيل الله.
(وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) (٨٥) : تكرير للتّأكيد ، والأمر حقيق به. فإنّ الأبصار طامحة إلى الأموال والأولاد والنّفوس ، مغبوطة عليها.
ويجوز أن يكون هذه في فريق غير الأوّل.
وفي أصول (١) الكافي (٢) : أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي أميّة ، يوسف بن ثابت ، بن (٣) أبي سعيدة قال : دخل قوم على أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ.
فقالوا لمّا دخلوا عليه : إنّا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ولما أوجب الله علينا من حقّكم. ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم ، إلّا لوجه الله ـ تعالى ـ وللدّار الآخرة وليصلح امرؤ منا دينه.
فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : صدقتم [صدقتم ، ثمّ قال] (٤) من أحبّنا ، كان معنا ـ أو قال : ـ جاء معنا يوم القيامة هكذا. ثمّ جمع بين السّبابتين.
ثمّ قال : والله ، لو أنّ رجلا صام النّهار وقام اللّيل ثمّ لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ بغير ولايتنا ، أهل البيت ، للقيه وهو عنه غير راض ـ أو قال : ـ ساخط عليه.
ثمّ قال : وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ* وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ ، إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) (٥)
وهذا الخبر يدلّ بصريحه على كفر من أنكر الولاية ، وإن أقرّ بما سواها وعبد ما عبد ، كما قدّمنا لك بيانه مرارا.
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) : من القرآن. ويجوز بها عن بعضها ، كما في القرآن
__________________
(١) بل في روضة الكافي.
(٢) الكافي ٨ / ١٠٦ ـ ١٠٧ ، ح ٨٠.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : «عن» بدل «بن».
(٤) من المصدر.
(٥) المصدر : وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : «وما منعهم أن تقبل منهم ... وهم كافرون. (التوبة / ٥٤ ـ ٥٥) بدل وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : ولا تصلّ على أحد منهم ... وهم كافرون (التوبة / ٨٤ ـ ٨٥)