فقال أمير المؤمنين : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ) (إلى آخر الآية)
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
(وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ) : لفقرهم ، كجهينة ومزينة وبني عذرة.
(حَرَجٌ) : إثم في التأخر.
(إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) : بالإيمان والطّاعة في السّر والعلانية ، كما يفعل الموالي النّاصح. أو بما قدروا عليه فعلا أو قولا ، يعود على الإسلام والمسلمين بالصّلاح.
وفي كتاب الخصال (١) : عن تميم الدّارمي (٢) قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من يضمن لي خمسا (٣) ، أضمن له الجنّة.
قال : وما هي ، يا رسول الله؟
قال : النّصيحة لله ـ عزّ وجلّ ـ والنصيحة لرسوله ، والنّصيحة لكتاب الله ، والنصيحة لدين الله ، والنصيحة لجماعة المسلمين.
(ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) ، أي : ليس عليهم جناح ، ولا إلى معاتبتهم سبيل.
وإنّما وضع «المحسنين» موضع الضّمير ، للدّلالة على أنّهم منخرطون في سلك المحسنين غير معاتبين لذلك.
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه (٤) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا. فأمّا التّائبون ، فإن الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ).
(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩١) : لهم. أو للمسيء ، فكيف للمحسن.
(وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) ، يعني : معك. عطف على «الضعفاء» أو على «المحسنين».
(قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) : حال من «الكاف» في «أتوك» بإضمار
__________________
(١) الخصال / ٢٩٤ ، ح ٦٠.
(٢) المصدر : تميم الداريّ.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : «ضمانا» بدل «خمسا».
(٤) الفقيه ٣ / ٣٧٦ ، ح ١٧٧٨.