الحسن بخمسين دينارا ، فإذا صاف تصدّق به. ولا يرى بذلك بأسا ويقول : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ).
(قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : بالأصالة. والكفرة وإن شاركوهم ، فتبع.
(خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) : لا يشاركهم فيها غيرهم. وانتصابها ، على الحال.
وقرأ (١) نافع ، بالرّفع ، على أنّها خبر بعد خبر.
وفي أمالي الصّدوق (٢) ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في حديث : واعلموا ، يا عباد الله ، إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله. شاركوا أهل الدّنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم. أباحهم الله في الدّنيا ما كفاهم به وأغناهم. قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) (إلى آخر الآية). سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت ، وأكلوها (٣) بأفضل ما أكلت. شاركوا أهل الدّنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون ، وشربوا من طيّبات ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما يلبسون ، وسكنوا من أفضل ما يسكنون ، وتزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون ، وركبوا من أفضل ما يركبون. وأصابوا لذّة الدّنيا مع أهل الدّنيا ، وهم غدا جيران الله ، يتمنّون عليه فيعطيهم ما يتمنّون ، لا تردّ لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من اللّذّة. فإلى هذا ، يا عباد الله ، يشتاق إليه من كان له عقل.
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٣٢) ، أي : كتفصيلنا هذا الحكم نفصّل سائر الأحكام لهم.
(قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) : [ما تزايد قبحه.
وقيل (٤) : ما يتعلّق بالفروج.] (٥) (ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) : [جهرها وسرّها.
__________________
بدل «علي بن الحسين».
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٤٧.
(٢) بل في أمالي الطوسي ١ / ٢٥ ـ ٢٦.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : أكلوه.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٣٤٧.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في ب.