البيت واللابة : الحرة.
وضرغد : جبل. وإنما ذكر هذه الأبيات التي جعل فيها الأسماء أحوالا ليريك أنها مخالفة ل :
مطرنا السهل والجبل ، وأنها على معنى التمييز فعمل فيها الفعل عمله في الحال ، وسماها أحوالا لما بينا من التناسب بينهما.
باب اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع
في المفعول في المعنى
أنشد سيبويه في هذا الباب (مستشهدا) لما عمل من أسماء الفاعلين عمل الفعل.
* مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة |
|
ولا ناعبا إلا ببين غرابها (١) |
يقول : الغراب لشؤمهم لا ينعب أبدا إلا بالفراق. واستشهد على ما حمل من المعطوف على المعنى بقول الشاعر :
* أعني بخوار العنان تخاله |
|
إذا راح يردي بالمدجج أحردا (٢) |
وأبيض مصقول السطام مهندا |
|
وذا حبك من نسج داود مسردا |
فنصب أبيض لأن معنى أعني بخوار : أعطينه. والخوار العنان الضعيف العنان أي : ينقاد معك حيث سقته ، والأحرد : الذي في يديه استرخاء ، أي تخال هذا الفرس أحرد من نشاطه ومرحه. والسطام الجوانب. والحبك : الطرائق.
وأنشد :
* بينا نحن نطلبه أتانا |
|
معلق وفضة وزناد راع (٣) |
فحمل الزناد على الموضع.
والوفضة : الجعبة ، وجمعها وفاض.
وأنشد أيضا في الحمل على المعنى :
* يهدي الخميس نجادا في مطالعها |
|
إما المصاع وإما ضربة رغب (٤) |
الخميس الجيش .. والنجاد : جمع نجد وهو المرتفع من الأرض. والمصاع القتال.
ورغب : واسعة.
وحمل ضربة رغب على المعنى ، وذلك أن معنى قوله : إما المصاع : إما يماصع مصاعا ،
__________________
(١) شرح الأعلم (١ / ٨٣ ـ ١٥٤ ـ ٤٨١) ، شرح النحاس ١٠٧ ـ ١٤٢ ، الخصائص ٢ / ٣٥٤.
(٢) شرح الأعلم ١ / ٨٧ ، شرح النحاس ١١١ ، الصاحبي ٢١٢ ، مغني اللبيب ١ / ٤٩٤.
(٣) شرح الأعلم ١ / ٨٧ ، شرح النحاس ١١١ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٠٥ ، المفصل ٤ / ٩٧.
(٤) ديوان نصيب ١٠٤ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٠٥ ، الصاحبي ٢١٢.