* هما أخوا ـ في الحرب ـ من لا أخا له |
|
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما (١) |
ففرقت بين المضاف والمضاف إليه «بفي» ومما يشبه قول الأعشى :
إلا علالة أو بدا |
|
هة قارح نهد الجزارة |
قول الفرزدق :
* يا من رأى عارضا أرقت له |
|
بين ذراعي وجبهة الأسد (٢) |
العارض ههنا : عارض السحاب ، ومعنى أرقت له : أي سهرت من أجله وأراد بالأسد ههنا : أحد نجوم الأنواء
وأنشد :
* ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه |
|
وسائره باد إلى الشمس أجمع (٣) |
وكان الوجه أن يقول : مدخل رأسه الظل ، فيقدم الرأس ؛ لأنه المفعول الأول ، وهو الداخل في الظل ، فكأنه الناصب له ، ولذلك قال سيبويه «فحد الكلام أن يكون الناصب مبدوءا به».
هذا باب صار فيه الفاعل بمنزلة الذي فعل في المعنى
إن قال قائل : لم جعل سيبويه الضارب مفسرا «بالذي ضرب» ولم يفسره بالذي يضرب؟
قيل له : من قبل أن اسم الفاعل الذي في معنى المضي لا ينصب الاسم بعده مع غير الألف واللام ، والذي في معنى المستقبل والحال ينصب الاسم دون ألف ولام ، فإذا ذكرت أن الماضي ينصب هنا لم يقع شك في أن المستقبل يعمل ذلك العمل ، ولو فسره بالمستقبل جاز أن يقول قائل : إن الماضي لا يعمل ذلك العمل.
وأجاز سيبويه في هذا الضارب الرجل وزيد وهذا الضارب الرجل وزيد على عطف البيان ، فأجاز في المعطوف والبيان ما لا يجوز في الاسمين قبلهما لو لم تدخلهما الألف واللام.
وإنما ذلك لأنه قد يجوز في التابع ما لا يجوز في المتبوع ، ألا ترى أنك تقول : يا أيها الرجل ذو الجمة ، ولو قلت يا لرجل لم يجز إلا في الشعر.
وأنشد للمرار الأسدي :
__________________
(١) شرح الأعلم ١ / ٩٢ ، إعراب القرآن ٢ / ٦٨١ ، شرح النحاس ٤٤ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٨٣.
(٢) ديوان الفرزدق ٢١٥ ، شرح الأعلم ١ / ٩٢ ، المقتضب ٤ / ٢٢٩.
(٣) شرح الأعلم ١ / ٩٢ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٨٦ ، شرح القرطبي ٩٧.