أراد أن لا يفطن له ولا يشعر بإرساله.
وأنشد لرجل من بني ضبة :
* الفارجي باب الأمير المبهم (١)
فحذف النون تخفيفا وأضاف ، والمبهم : المغلق ، والمعنى أن الأمير لا يحجب عنهم لشرفهم وعلو منزلتهم.
وأنشد لرجل من الأنصار :
* الحافظو عورة العشيرة لا |
|
يأتيهم من ورائنا وكف (٢) |
فحذف النون اختصارا ونواها ، فنصب ما بعدها ويروى الحافظو عورة العشيرة بالخفض.
وأنشد للأشهب بن رميلة ويقال ابن زميلة أيضا :
* إن الذي حانت بفلج دماؤهم |
|
هم القوم كل القوم يا أم خالد (٣) |
أراد : الذين والدليل على ذلك قوله : دماؤهم فجعل المضمر في قوله الضارباك والضاربوك في موضع نصب على كل حال.
وحجته في ذلك أن اتصال الكناية قد عاقبت النون والتنوين ، فصار الاسم بمنزلة ما لا ينصرف ، وهو يعمل من غير تنوين كقولك : هؤلاء ضوارب زيدا.
وحكى بعضهم جواز : ضاربونك ، وضاربونني في الشعر.
وأنشد بعضهم ، وزعم سيبويه أنه مصنوع :
* هم القائلون الخير والآمرونه |
|
إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما (٤) |
وأنشد أيضا :
* ولم يرتفق والناس محتضرونه |
|
جميعا وأيدي المعتقين رواهقة (٥) |
فوصل الكناية في : آمرونه ومحتضرونه بالنون فزعم سيبويه أن هذا ضرورة الشاعر.
وجعل الهاء كناية.
وزعم أبو العباس أن هذه الهاء هاء السكت فأجراها في الوصف مجراها في الوقف ، وشبهها بهاء الكناية لثباتها في الوصف فحركها.
__________________
(١) شرح الأعلم ١ / ٩٥ ، المقتضب ٤ / ١٤٥ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٩٦ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٠٠.
(٢) ديوان قيس بن الخطيم ٨١ ، الكتاب ١ / ٩٥ ، المقتضب ٤ / ١٤٥ ، شرح النحاس ٦٤.
(٣) شرح الأعلم ١ / ٩٦ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٩٩ ، المنصف ١ / ٦٧ ، الهمع (١ / ٤٩ ـ ٢ / ٧٣).
(٤) شرح الأعلم ١ / ٩٦ ، شرح السيرافي ٢ / ١٠٨ ، شرح المفصل ٢ / ١٢٥.
(٥) شرح الأعلم ١ / ٩٦ ، الكامل ١ / ٣٦٤ ، شرح السيرافي ٢ / ١٠٨.