* إذا ما نعشناه على الرحل ينثني |
|
مساليه عنه من وراء ومقدم (١) |
ومسالاه : عطفاه وناحيتاه. ومعنى نعشناه : أقمناه ورفعناه ، وينثني : يميل في أحد جانبيه لغلبة النوم عليه.
هذا باب ما يشبه من الأماكن المختصة
بالمكان غير المختص ، شبهت به إذ كانت تقع على الأماكن وذلك قول العرب.
هو مني منزلة الشغاف ، وهو مني منزلة الولد ... وكذلك : هو مني مزجر الكلب ، وأنت مني مقعد القابلة
قال أبو ذؤيب :
فوردن والعيوق مقعد رابئ الض |
|
ضرباء خلف النّجم لا يتتلّع (٢) |
فنصب مقعد على الظرف.
يصف حميرا وردت الماء ليلا وقد ارتفع العيوق والثريا في وسط السماء سحرا في آخر الليل ، وذلك في شدة الحر.
ومثل موضع الثريا من العيوق ـ إذا ارتفع عليها وقرب منها بمقعد رابئ الضرباء وهو الأمين المشرف على الذين يضربون بالقداح كي لا يخونوا وموضعه أعلاه منهم وأراد بالنجم : الثريا ، ومعنى تتتلع : تبعد وتزول.
قال : ومما استعملت العرب هو مني درج السيول قال الشاعر وهو أمية بن هرمة :
* أنصب للمنية تعتريهم |
|
رجالي ، أم هم درج السيول (٣) |
يقال : رجع أدراجه ، أي : رجع في الطريق الذي جاء فيه ، فاستعملوا درج السيول ظرفا ، كما استعملوا ما قبله.
وتقدير البيت : أرجالي نصب للمنية تعتريهم؟ والنصب : ما يطاف به ويتكرر عليه كالضم وغيره. والرج : الموضع ، موضع يتردد فيه بالمجيء والذهاب.
قال : وإذا قلت : وهو مني فرسخان فمعناه : بعده مني مقدار فرسخين ، وكذلك : هو مني دعوة الرجل وفوت اليد أي مقدار ما تبلغه صحة الرجل ومعنى فوت اليد بيني وبينه
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٠٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٢٢٣ الأزمنة والأمكنة ١ / ٣٠٧ ، اللسان (مسل) ١١ / ٦٢٣ ، سيل ١١ / ٣٥١.
(٢) ديوان الهزليين ١ / ٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٠٥ ، المفضليات ٤٢٤ جمهرة أشعار العرب ٥٤١ المقتضب ٤ / ٣٤٤ ، شرح النحاس ١٦٣.
(٣) شعر ابن هرمة ١٨١ الكتاب وشرح السيرافي ٣ / ٢٢٨ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٢٨٤ ، الخزانة ١ / ٤٢٤.