وأما في المعارف فيخرجه من شخص مشترك الاسم عند وقوع اللبس فيه إلى أن يزول اللبس.
وذكر سيبويه أصناف النعوت ، وكان في ما ذكر أي ، وهو اسم غير مشتق من معنى يعرف به ، وإنما يضاف إلى الاسم الأول للمبالغة في مدحه ، فلذلك وصف به.
وذكر مصادر ينعت بها على التأويل أسماء الفاعلين ، فمنها : حسبك وكافيك ، وهمك وشرعك وهدك وهو كله على معنى واحد.
فأما حسبك : فهو مصدر موضع محسب ، يقال : أحسبني الشيء ، أي : كفاني.
وشرعك وهدك وهمك في معنى ذلك وإن لم يستعمل منها فعل وهي في المعنى للحال لا للماضي ، فلذلك نعت بها النكرة ، وامتنعت هذه النعوت من التثنية والجمع لأنها مصادر نعت فهي بمنزلة عدل ورضى وما أشبه ذلك.
قال : ومنه : مررت برجل مثلك.
أي : شبيه بصورتك ، وكذلك : مررت برجل ضربك وشبهك ونحوك ، وهن مضافات بمعنى أسماء الفاعلين في معنى : مماثلك ومشابهك للحال. كما أن المماثلة موجودة فيه في وقت مرورك.
قال : ومما يكون نعتا للنكرة وهو مضاف إلى معرفة قول امرئ القيس :
* بمنجرد قيد الأوابد لاحه |
|
طراد الهوادي كل شأو مغرب (١) |
ومنه : مررت على ناقة عبر الهواجر.
ومعنى قيد الأوابد : أنّه مقيد الأوابد ، أي : إذا اصطادها لم تنج منه فكأنه قد قيدها.
والأوابد : الوحش ، والشأو : الطلق. والمغرب : البعيد. ومعنى عبر الهواجر : جمع هاجرة ، والسير يضعف فيها ، وإنما يريد قوتها على السير في هذا الوقت.
وأنشد لجرير :
* ظللنا بمستن الحرور كأننا |
|
لدى فرس مستقبل الرّيح صائم (٢) |
فنعت الفرس بمستقبل الريح لأنه في نية التنوين.
يصف أنهم في خيمة ، والريح تحركها فيصل إليهم الحر كأنه عند فرس مستقبل الريح فالريح تأخذه. والمستن من قولهم : أخذ على سنته ، أي طريقه. والصائم : القائم الممتنع من
__________________
(١) ديوان امرئ القيس ٤٦ ، ديوان علقمة ٢٣. الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢١١ ، شرح النحاس ١٦٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٢٤٥ ، المسائل البغداديات ٢٧٦ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٥٧.
(٢) ديوان جرير ٢ / ٥٥٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢١١ ، مجالس ثعلب ١ / ٥٧ ، شرح النحاس ١٦٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٢٤٦ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٣٣٩.