فحذف الهاء من محمولة ، لأن ضغينة وضغنا واحد ومضطلع : أي هي بين أضلاعه واليافع : المقارب الإدراك.
واستشهد على حذف علامة التأنيث وهي مؤخرة بقول الأعشى :
* فإما ترى لمّتى بدّلت |
|
فإن الحوادث أودى بها (١) |
فجعل الحوادث بمعنى الحدثان ، فلذلك حذف التاء من أودت ، ولو أثبتها هنا لا تزن البيت ، ولكن القصيدة مردفة بألف ، فلو أتى بتاء التأنيث لم يستقم أن يكون البيت من القصيدة. وأنشد لعامر بن جوين الطائي :
* فلا مزنة ودقت ودوقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها |
على تأويل ولا مكان. وقد روي : ولا أرض أبقلت ابقالها بتخفيف همزة إبقالها ، ولا حجة فيه على هذا ـ والمزنة : السحاب.
والودق : المطر.
وأنشد لطفيل :
* إذ هي أحوى من الرّبعيّ حاجبه |
|
والعين بالإثمد الحاري مكحول (٢) |
فذهب بالعين مذهب الطرف كأنه قال : والطرف بالإثمد مكحول ، والحاري : منسوب إلى الحيرة.
وأنشد مستشهدا لما صير مما لا يعقل بمنزلة من يعقل في الأخبار ، قول النابغة الجعدي :
* شربت بها والديك يدعو صباحه |
|
إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا (٣) |
وكان القياس : بنات نعش دنون فتصوبن ، ولكنه لما وصف بنات نعش بالدنو والتصوب ، صيرها بمنزلة من يعقل.
وأنشد لخطام المجاشعي مستشهدا لتثنية الشيئين وجمعهما.
__________________
(١) ديوان الأعشى ١٢٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٣٩ ، شرح النحاس ١٧٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٣٣ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٧٧ ما يجوز للشاعر في الضرورة ١٦١ ، الإنصاف ٢ / ٧٣٤ ، شرح المفصل (٥ / ٩٥ ، ٩ / ٦ ، ٤١) ، أوضح المسالك ١ / ٣٥٥ ، حاشية الصبان (٢ / ٥٤ ، ٣ / ١٦) ، الخزانة ١١ / ٤٣٠.
(٢) ديوان طفيل ٢٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٤٠ ، شرح السيرافي ٢ / ٣٣٤ ، شرح ابن السيرافي (١ / ١٨٦ ، ١٨٧). ما يجوز للشاعر في الضرورة ١٦٢ ، الإنصاف ٢ / ٧٧٥ ، شرح المفصل ١٠ / ١٨.
(٣) ديوان الجعدي ٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٤٠ ، المقتضب ٢ / ٢٢٢٤ ، شرح النحاس ١٧٦ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٣٦ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٧٦.