وقال عروة الصعاليك :
* سقوني الخمر ثم تكنفوني |
|
عداة الله من كذب وزور (١) |
فنصب عداة على الشتم ، ومعنى البيت : أنه كان عنده امرأة سبية فرغبت إلى قومها أن يفادوها منه ، فسقوه الخمر ثم راموه على ذلك ورغبوه في الفداء حتى أجابهم فلما صحا من سكره ندم فهجاهم بهذا.
وأنشد في مثل هذا :
* متى تر عيني مالك وجرانه |
|
وجنبيه تعلم أنه غير ثائر |
حضجر كأم التوأمين توكأت |
|
على مرفقيها مستهلة عاشر (٢) |
فرفع على معنى هو حضجر يخبر أن مالكا ليس ممن يطلب بثأر لأنه ناعم مترف لا هم له إلا الأكل والشكم فإذا نظرت إلى عنقه وجنبيه ، علمت أنه لا يهتم بثأر. والجران : باطن العنق.
وقوله : توكأت على مرفقيها أي : لعظم بطنها مستهلة عاشر ، أي : فدخلت في أول الشهر العاشر وهذا كقول الآخر :
رأيتكما يا بني أخي قد سمنتما |
|
ولا يدرك الأوتار إلا الملوح (٣) |
الأوتار : جمع وتر ، وهو الثأر ، والملوح : الضامر المتغير لكثرة تصرفه وحمله على نفسه.
وأنشد لرجل من أزد السراة :
* قبح من يزني بعو |
|
ف من ذوات الخمر |
الآكل الأسلاء لا |
|
يحفل ضوء القمر (٤) |
الآكل نصب على الذم ، ويعني به عوفا المخفوض الأسلاء جمع سلى وهي المشيمة وهي مستقذرة وهذا مثل يريد أنه يأتي الأمور القبيحة لا يحفل بظهورها عليه ويروى الأشلاء : وهو جمع شلو : وهو العضو ، كأنه يأكل اللحم ليس له هم إلا الأكل ، ولا يبالي أطلع القمر أم لم يطلع ، لأنه ليس ممن يسافر.
وزعم النحاس عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش ، أنه كان يقول : العوف هنا :
__________________
(١) ديوان عروة ٩٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٥٢ ، مجالس ثعلب ٣٤٩ ، شرح النحاس ١٨٣ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٨٣ ، اللسان (نسأ) ١ / ١٧٠.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٥٣ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٩١.
(٣) شرح الأعلم ١ / ٢٥٣.
(٤) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٥٣ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٨٥ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٥.