* لا درّ درّي إن أطعمت نازلكم |
|
قرف الحتى وعندي البر مكنوز (١) |
فألغى الظرف ، والقرف : القشر والحتي : المقل. يصف أنه ليس ببخيل.
واحتج سيبويه على أن الظرف لا يرفع ما بعده فقال : " لو كان عبد الله يرتفع" بفيها" ـ إذا قلت : فيها عبد الله ـ لارتفع بقولك : بك عبد الله مأخوذ".
ولا خلاف بينهم أن عبد الله لا يرتفع" ببك" ، وكأن قائلا قال لسيبويه : إن" بك" لا تشبه فيها ، لأن" بك عبد الله" لا يتم الكلام به ، وفيها عبد الله : يتم الكلام به ، فأجاب عن هذا بأن العامل الذي يتم به الكلام والذي لا يتم به الكلام سواء لا يتغير ، ألا ترى أن : كان عبد الله لا يكون كلاما ، وضرب عبد الله : كلام ، وعملهما واحد.
ومما جاء في الشعر مرفوعا قوله :
* لا سافر الني مدخولا ولا هبج |
|
عاري العظام عليه الودع منظوم (٢) |
فألغى المجرور ، يصف جارية ، وشبهها بالظبي ، فقوله لا سافر الني : أي هو غير منكشف اللحم ظاهره والسافر : المنكشف.
والني : الشحم ، ولا قليل اللحم عاري العظام ، هو بين بين.
والودع : الخزر ، أي : هي ذات حلي وقوله : (لا سافر الني مدخول ولا هبج* عاري العظام) كله داخل في النفي ، وهو كقوله عز وجل : (إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ) [البقرة : ٧١].
قال : ومما جاء في الشعر قد انتصب خبره وقوله :
* إن لكم أصل البلاد وفرعها |
|
فالخير فيكم ثابتا مبذولا (٣) |
فنصب ثابتا على الحال من الخبر.
هذا باب من المعرفة يكون فيه الاسم
الخاص شائعا في الأمة
نحو قولك للأسد : أبو الحارث وأسامة ، وللثعلب : ثعالة وأبو الحصين.
وما أشبه ذلك.
هذه الأسماء التي ذكرها في الباب ، معارف ، أعلام للأجناس التي ذكرها كزيد وهند إلا
__________________
(١) الكتاب ١ / ٢٦١ وشرح الأعلم ، ديوان الهذليين ٢ / ١٥ ، شرح النحاس ١٩١ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١١ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٥٠ ، اللسان (برر) ٤ / ٥٥ ، (كنز) ٥ / ٤٠٢.
(٢) ديوانه ٢٦٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٦٢ ، في شرح النحاس ١٩٢ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١٢ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٤٣ ، اللسان (سفر) ٤ / ٣٦٨.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٦٢ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١٤.